قالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تصريحات الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة حول مفاوضات السلام، ليست إلا مراوغة سياسية.
وقالت زاحاروفا: “التصريحات حول مفاوضات السلام التي تدلي بها الدول التي تزود نظام كييف بالأسلحة وترعاه، وتشتري له الأسلحة السوفيتية في بلدان ثالثة وتنقلها إلى نظام فلاديمير زيلينسكي وتمده بالأموال وتدرّب قواته، ليست إلا مراوغة سياسية، واستمرارا لضلوع هذه الدول في القتال إلى جانب أوكرانيا. الحديث عن أي مبادرات للسلام تصدر عنهم، ليست إلا مراوغة سياسية”.
وأضافت زاخاروفا في حديث لإذاعة “سبوتنيك” حول رد الخارجية السويسرية على المناقشات الروسية السويسرية في الأمم المتحدة: “إما أن يتوقف هؤلاء عن إمداد كييف بالأسلحة وتحريضها على مواصلة القتال ليتسنّى اعتبار خطط السلام هذه صادقة، أو على أقل تقدير غير كاذبة، وإما فكيف يمكن الحديث في ظل استخدام نظام كييف أداة لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. عن أي مبادرات للسلام يمكن الحديث في ظل ذلك؟”.
وقالت زاخاروف إن موسكو فوجئت بحصولها على “رد الخارجية السويسرية الذي أكدت فيه أنها تبحث صياغة نوع من عملية التفاوض حول أوكرانيا”.
وأضافت زاخاروفا أن إمدادات الأسلحة إلى كييف اختبار للدول التي تطرح مبادرات السلام، ويمكن بذلك معرفة إن كانت هذه المبادرات حقيقية، أم مجرد مراوغة سياسية جديدة.
وتابعت: “مثل هذه المبادرات والتصريحات الزائفة تهدف إلى إيهام الآخرين بأن أصحابها يمارسون نوعا من النشاط الذي يهدف إلى السلام، إلا أن إمداد الأسلحة يستمر من الوراء دون زيادة أو نقصان، مع خفض الميزانيات المرصودة للتسليح وخلق أشكال أخرى من الدعم لنظام كييف”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد، في لقاء مع وزير الخارجية السويسري إغناسيو كاسيس على هامش المناقشات المفتوحة لمجلس الأمن الدولي، أن موسكو عند بناء العلاقات الثنائية تأخذ في الاعتبار ابتعاد برن عن مبادئ الحياد، ودعمها لكييف.
الجدير بالذكر أن سويسرا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي أو حلف “الناتو”، إلا أن برن انضمت تقريبا إلى جميع العقوبات الأوروبية ضد روسيا منذ 24 فبراير 2022، وجمدت 8.8 مليار دولار من الأصول الروسية لديها في إطار العقوبات، وقام بنك Credit Suisse (CS) السويسري بتجميد أكثر من ثلث الأصول الروسية المسجلة في البلاد (أكثر من 19.7 مليار دولار). كما أعلنت الحكومة السويسرية أن نحو حوالي 8.45 مليار دولار مجمدة في البلاد، وأن برن مستعدة للمشاركة في المناقشات الدولية بشأن قضية مصادرة الأصول المجمدة للبنك المركزي الروسي لديها.
وقد صرح نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة بوزارة الخارجية الروسية إيفان نيتشاييف في وقت سابق بأن سويسرا فقدت وضعها المحايد، وأشار الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف إلى أن موقف سويسرا بشأن أوكرانيا كان له تأثير سلبي على دور برن الدولي، مشددا على أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا تخلت سويسرا فعليا عن وضعها كدولة محايدة من أجل الوقوف إلى جانب كييف و”الناتو”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح أنه إذا كانت أوكرانيا تريد التفاوض، فلن تكون هناك حاجة إلى لعب أدوار مسرحية، وعليها إلغاء المرسوم الذي يحظر التفاوض مع روسيا.
المصدر: وكالات