في قلب فوضى “النواب” الأمريكي، يقف المرشح جيم جوردان حتى الآن عاجزا عن إكمال الأصوات المطلوبة للفوز بالرئاسة، بينما يغرق الجمهوريون في أزمة كبرى قبيل انتخابات مرتقبة.
إذ فشل النائب عن ولاية أوهايو المقرب من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الثلاثاء، في محاولته للفوز برئاسة مجلس النواب خلال جلسة التصويت، ما عمّق أزمة تشل المؤسسة بكاملها.
ويمكن للمرشح الخمسيني، الإبقاء على ترشحه لمنصب رئيس مجلس النواب لجولات تصويت عدة، الأمر الذي يعني أنه ما زال بإمكانه تولي هذا المنصب.
لكن الوضيعة الراهنة تضع المؤسسة ومستقبل سيطرة الجمهوريين عليها في أزمة كبيرة.
وتعد الحملة الإعلانية، التي تمولها لجنة حملة التغيير التقدمي في الحزب الديمقراطي، جزءًا من جهد واسع النطاق يبذله الديمقراطيون لاستهداف النواب الجمهوريين، والذين يمثلون مناطق الكونغرس التي فاز بها الرئيس جو بايدن في انتخابات الرئاسة عام 2020.
هذه المناطق التي يمثلها 18 نائبا جمهوريا في “النواب”، يراها الديمقراطيون، نقطة ضعف جمهورية، ويعملون على جذب هذه المقاعد في الانتخابات المقبلة، للفوز بأغلبية المجلس.
وبدأت مجموعة أخرى مرتبطة بالحزب الديمقراطي، وهي مجموعة نزاهة الكونغرس، حملة إعلانية رقمية هذا الأسبوع في تلك المناطق نفسها، مع التركيز على جوردان ومحاولاته للإطاحة بانتخابات عام 2020، بالتعاون مع ترامب.
قال كايل هاريغ، المدير التنفيذي لمجموعة “نزاهة الكونغرس”: “كل جمهوري في مجلس النواب يصوت لجيم جوردان ليكون رئيسًا لمجلس النواب يجب أن يتحمل المسؤولية عن جهوده لإلغاء انتخابات 2020، ودوره في مؤامرة الناخبين المزيفة في 6 يناير (كانون الثاني/اقتحام الكابتول)، وهجماته المستمرة على ديمقراطيتنا”.
ووفق صحيفة نيويورك تايمز، فإن الجولة الحالية من الصراع الداخلي بين الجمهوريين في مجلس النواب والتي تركت الحزب بلا قيادة وفي فوضى عارمة وشل مجلس النواب خلال الأسبوعين الماضيين، ألحقت أضرارًا بالغة بالحزب الجمهوري.
وأدى ذلك الوضع إلى زيادة فرص تمكن الديمقراطيين من استعادة الأغلبية في العام المقبل ومنحهم ذخيرة كافية لخطابهم الانتخابي، الذي يصور الجمهوريين على أنهم متطرفون يمينيون غير مؤهلين للحكم، وفق الصحيفة ذاتها.
صف غير موحد
ويبدو أن عددا من الجمهوريين بات مدركا لهذه الوضعية الصعبة، إذ قال النائب دون بيكون، واحد من نواب المناطق التي فاز بها بايدن، “إن هذا الوضع يؤذي البلاد؛ ويضر بالكونغرس”، مضيفا “يضر بحزبنا ويضعنا في مأزق سيئ في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل”؛ موعد الانتخابات.
وقال إن زملاءه من اليمين المتشدد في الحزب الذين تحركوا لإقالة رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي في وقت سابق من هذا الشهر وأثاروا الصراع الحالي لاستبداله، “يريدون أن يكونوا من الأقلية. أعتقد أنهم يفضلون ذلك. لذلك يمكنهم الصراخ طوال الوقت”.
ويرفض بيكون ترشيح جوردان لرئاسة النواب الأمريكي، لكنه يعتقد أن هذا الترشيح حتى ولو لم يقد الرجل للفوز بالمنصب، منح زخما لحملة الديمقراطية الرامية لربط النواب الجمهوريين المعتدلين بالتيار المتشدد، ما يعرض مقاعد هؤلاء المعتدلين للخطر في 2024.
ووفق نيويورك تايمز، فإن ترشيح جوردان، المؤسس المشارك لتجمع الحرية المحافظ للغاية واللاعب الرئيسي في جهود ترامب لإلغاء نتائج انتخابات عام 2020، ترك العديد من الجمهوريين في مجلس النواب في موقف الخاسر.
وأوضحت الصحيفة “إذا انتصر جوردان- وهو الاستنتاج الذي بدا أقل احتمالا يوم الأربعاء بعد أن خسر جولة اقتراع ثانية، فإن هذا سيؤكد الشعور بين الناخبين بأن الجمهوريين حزب متطرف لا يتماشى بشكل كبير مع معظم البلاد، وأن البيت الجمهوري. يتكون بشكل أساسي من جنود المشاة المخلصين لترامب”.
وتابعت: “إذا استمر جوردان في الفشل في الفوز برئاسة المجلس، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى ترسيخ وجهة النظر القائلة بأن الجمهوريين غير قادرين تماما على الحكم”.
شلل النواب
وما يؤزم موقف الجمهوريين في الاحتفاظ بالأغلبية في مجلس النواب، أن شيئا واحدا تغير منذ أن فشل الحزب العام الماضي، في تحقيق الانتصارات الكاسحة التي كانت متوقعة في انتخابات التجديد النصفي لمجلس النواب بينما فازوا بأغلبية ضئيلة هي أربعة مقاعد فقط.
الشيء الوحيد الي تغير هو الفشل الواضح من جانب الجمهوريين في مجلس النواب، وفق نيويورك تايمز.
ويتألف الكونغرس الأمريكي من مجلسين هما مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديموقراطيون بقيادة الرئيس جو بايدن، ومجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ويشهد منذ أسبوعين فوضى غير مسبوقة.
وعُلقت الأكثرية الساحقة من صلاحيات هذه المؤسسة بعد عزل رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول، جراء الانقسامات بين المعتدلين وأنصار ترامب في الحزب الجمهوري.
ولم يتمكن مجلس النواب الأمريكي منذ ذلك الحين من طرح أي نص للتصويت، وهو وضع غير مسبوق.
المصدر: وكالات