الحرب في يومها الـ13.. غزة تلملم أشلاءها وتنتظر فتح شريانها

لا صوت في غزة يعلو على أنين الموت في قطاع بدا وكأنه مقبرة متنقلة لموتى مؤجلين نجوا بالمصادفة من قصف لا يعرف الراحة.

في ساحة مستشفى “الأهلي المعمداني” لا يزال فلسطينيون يبحثون عن أشلاء بعثرها قصف طال المكان، أمس الأول الثلاثاء، وأوقع قرابة 500 قتيل وعشرات الجرحى.

أما في جنوب القطاع، فامتلأت مدارس الأونروا بالنازحين، فافترش الفارون من نيران الحرب في مدينة غزة وشمالها، الأرض أمام المباني وفي الشوارع، بمدينتي خانيونس ورفح.

في مدينة خانيونس، تحولت ممرات وساحات مستشفى ناصر إلى ملجأ يبحث فيه الفارون عن مأوى ومأكل ومشرب.

معبر رفح..الشريان المغلق

وما بين شمال ملتهب وجنوب يئن في قطاع محاصر، ترحل العيون إلى معبر رفح الحدودي، بين غزة ومصر، والذي تحول إلى شريان حياة للفلسطينيين في غزة في ظل إغلاق كافة المعابر الأخرى مع إسرائيل، مع الإعلان عن بدء مرور مساعدات إنسانية، بحلول يوم غد الجمعة.

وأمس الأربعاء، أعلن الرئيسان الأمريكي جو بايدن، والمصري عبدالفتاح السيسي، أن المساعدات الإنسانية التي ينتظرها الفلسطينيون في غزة ستبدأ المرور عبر معبر رفح من مصر المجاورة للقطاع.

إعلانٌ جاء بعد زيارة قام بها بايدن إلى إسرائيل، جدد خلالها دعم الولايات المتحدة لحليفتها، وبرأها من القصف الذي استهدف مستشفى “المعمداني”.

ووفق مع صرح به بايدن على متن طائرته التي كانت عائدة من إسرائيل إلى الولايات المتحدة، فقد تم الاتفاق على السماح “بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة” مساعدات للقطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مطبقا منذ بداية الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم شنته حركة حماس على بلدات في غلاف غزة.

ومنذ أيام، تصطف عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الدولية، في الجانب المصري، بانتظار الدخول إلى غزة.

وقال مارتن غريفيث منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، إن قطاع غزة بحاجة إلى كمية هائلة من المساعدات الإنسانية تبلغ مئة شاحنة في اليوم، مشددا على ضرورة ضمان أمنها.

ويحتاج سكان غزة البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة إلى الماء والغذاء. وهم محرومون أيضا من الكهرباء تحت الحصار الذي فرضته إسرائيل.

وإسرائيل تشترط

في هذه الأثناء، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب “لن تمنع المساعدات الإنسانية من مصر طالما أنها تشمل الغذاء والماء والدواء للسكان المدنيين في جنوب قطاع غزة”.

بيْد أن إسرائيل وضعت شرطا لذلك، وهو أن هذه المساعدات “لن تمر عبر أراضيها قبل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس”.

وتقول حماس إن هجوم “طوفان الأقصى” أسفر عن أسر 200-250 إسرائيليا، وأوضحت أن لديها 200، فيما البقية لدى الفصائل الأخرى.

بينما تتحدث إسرائيل عن 199 على الأقل.

وخلال زيارته إلى إسرائيل، شدد الرئيس الأمريكي على أن إطلاق سراحهم هو “أولوية مطلقة”.

فيتو مجلس الأمن

والأربعاء، استخدمت واشنطن للمرة الثانية خلال أسبوع، حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى “هدنة إنسانية”.

وانتقدت واشنطن النص لأنه لم يذكر “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

المصدر: وكالات