بينما لا تزال التساؤلات تطفو على سطح المحيط، تواصل غواصة “تيتان” المنكوبة الإبحار في عالم الصدمات.
مقطع فيديو لراش ستوكتون، المدير التنفيذي لشركة “أوشين جيت” المصنعة للغواصة، يظهر فيه متجاهلا المخاوف السابقة بشأن “تيتان” القاتلة.
والشهر الماضي، تصدرت “تيتان” اهتمامات العالم بعد فقدانها في أعماق المحيط الأطلسي، قبل العثور على حطامها، وبقايا ما يعتقد أنها لضحايا ركابها الذين كانوا على متنها، في رحلة استكشاف لحطام “تايتانيك”.
والضحايا هم: راش ستوكتون، والملياردير البريطاني هاميش هاردينغ، والمستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليه، ورجل الأعمال الباكستاني البريطاني شاه زاده داود (58 عاما) وابنه سليمان البالغ من العمر 19 عاما.
في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية ” بي بي سي”، عام 2022، تحدثت عنه وسائل إعلام بينها “ديلي ميل”، حذر أحد أفراد الطاقم ستوكتون أمام الكاميرا من أنهم سمعوا، على حد تعبير المدير التنفيذي “دويا عاليا حقا” بينما كانت “تيتان” على سطح المحيط.
ووفق صحيفة “إندبندنت” فإن “ستوكتون تجاهل المخاوف”، وقال “كل غواصة في أعماق البحار تقريبا تصدر ضوضاء في مرحلة ما”.
كان ذلك في نفس الفيلم الوثائقي حيث اعترف راش بأنه “انتهك بعض القواعد لصنع” تيتان.
مخترع أم تاجر؟
وقارن نفسه بالجنرال الأمريكي دوجلاس ماك آرثر في القيام بذلك، بقوله: “لقد كسرت بعض القواعد للقيام بذلك. أعتقد أنني كسرتهم بالمنطق والهندسة الجيدة”.
من جهتها، نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن رجلا كان مسافرا على متن تيتان، تحدث عن أن الرئيس التنفيذي لشركة OceanGate اقترح على الطاقم النوم على متن السفينة طوال الليل بينما كانوا عالقين في قاع المحيط الأطلسي.
وروى حادثا “مرعبا” عندما نفدت بطارية “تيتان” بعد ساعتين من هبوطها إلى حطام “تايتانيك” في قاع المحيط.
في حديثه إلى “بي بي سي”، العام الماضي ، استذكر مصور الفيديو اللحظة التي أخبر فيها راش الركاب أن البطارية قد انقطعت.
وبحسب ما ورد، أخبر راش الركاب أنهم بحاجة للعودة إلى السطح عندما كانوا على مسافة ملعبي كرة قدم من حطام السفينة الأسطورية.
وقال المصور “في البداية ، اعتقدت أنه كان يمزح لأننا كنا في بعثتنا أكثر من ساعتين وقريبين للغاية من القاع”.
وسبق أن كشف موقع “ديلي ميل”، عن فصل ديفيد لوخريدج، مدير العمليات البحرية سابقا في “أوشين جيت” والذي عمل في الشركة بين عامي 2015 و 2018 ، بعد إثارة مخاوف بشأن سلامة “تيتان” في معظم عمليات البناء.
وبحسب ما ورد، كان راش يعتقد أن الذهاب إلى أعماق المحيط الأطلسي في تيتان، أكثر أمانا من عبور الشارع”، على الرغم من تحذيره من قبل عشرات الخبراء في عام 2018 من أن الأساليب “التجريبية” لشركته قد تكون “كارثية”.
وأثارت سلامة الغواصة ورفض OceanGate للعديد من التحذيرات انتقادات كبيرة بعد اختفاء تيتان خلال رحلتها إلى “تايتانيك”، في 18 يونيو/حزيران الماضي.
المصدر: وكالات