تدفع ألمانيا والمؤسسات الأوروبية كرة توسع التكتل إلى الأمام حتى رومانيا ودول أخرى، لكن فيينا تقف حجر عثرة في الطريق.
أحدث التحركات المزدوجة من برلين وبروكسل حدثت اليوم الخميس، إذ ضغط الرئيس الألماني ورئيسة البرلمان الأوروبي، من أجل توسع منطقة شنغن، لأسباب جيوسياسية بحتة.
وتعهد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، الخميس، بتقديم المزيد من المساعدة لرومانيا لضمها إلى منطقة شنغن الأوروبية للتنقل الحر.
وفي زيارة رسمية لرومانيا تستغرق 3 أيام، قال شتاينماير، “لطالما كنا نرى رومانيا جزءا من منطقة شنغن”، مؤكدا استعداد بلاده لـ”تقديم إسهامها لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ولتأمين رومانيا الشريك في الاتحاد الأوروبي والناتو”.
وتستلزم خطوة ضم رومانيا التي تخشى أوروبا ميلها إلى معسكر روسيا، لمنطقة شنعن، إجماع الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي.
وكان من المقرر بالأساس ضم رومانيا إلى المنطقة خلال هذا العام لكن هذه الخطوة فشلت بسبب اعتراض هولندا والنمسا، والأخيرة أبدت اعتراضها على نحو مفاجئ في الخريف الماضي بحجة أن “ضم رومانيا سيعزز الهجرة غير الشرعية”.
وأعرب شتاينماير عن اعتقاده بوجود حجج مقنعة لضم رومانيا إلى شنغن، وقال: “سنتمسك بهذه الحجج بقوة أمام النمسا وهولندا”.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز أعرب في بوخارست في أبريل/نيسان الماضي عن تأييده لضم رومانيا إلى منطقة شنغن خلال العام الجاري.
وفي فيينا، وجهت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبيتا ميتسولا، في كلمة أمام البرلمان النمساوي، الخميس، عدة رسائل مبطنة للنمسا، لتغيير مواقفها حول أوكرانيا وتوسعة منطقة شنغن.
إذ دعت رئيسة البرلمان الأوروبي، إلى تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا، ودعت الحكومة النمساوية بشكل غير مباشر، للتخلي عن رفضها توسع شنغن.
وقالت: “شنغن أقوى تعني أوروبا أكثر أمانًا.. أوروبا متقاربة تعني أوروبا أفضل”.
وربطت ميتسولا بين طلب النمسا الأساسي المتمثل في نظام لجوء أكثر تشددا، وعملية توسعة منطقة شنغن لتشمل دول غرب البلقان، وأشارت إلى أن “مسار إصلاح اللجوء وحماية الحدود الخارجية سيكون صعبا دون معالجة مباشرة لرفض النمسا توسع شنغن”.
وقالت ميتسولا: “يمكننا معالجة هذه المشكلة (اللجوء) وحماية وتعزيز منطقة شنغن الخاصة بنا في نفس الوقت”.
وتخشى برلين والمؤسسات الأوروبية أن تتجه رومانيا إلى المعسكر الروسي في حال فشلت جهود ضمها لمنطقة شنعن وإدماجها في التكتل الأوروبي بشكل فعال، ما يعرض أمن الاتحاد من البوابة الشرقية لتهديد، وفق مراقبين”.
المصدر: وكالات