هل تستعد واشنطن لضرب المنشآت النووية الإيرانية؟، سؤال بات مطروحا بقوة بعد الكشف عن صور لقنبلة أميركية جديدة.
فقد نشر الجيش الأميركي صورا لقنبلة قوية مصممة لاختراق عمق الأرض وتدمير المنشآت الموجودة أسفل الأرض التي قد تكون مخصصة لتخصيب اليورانيوم، وذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات مع إيران بسبب برنامجها النووي.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية أن القوات الجوية الأميركية نشرت في مايو/ أيار الجاري صورا نادرة للسلاح “جي بي يو-57″، الذي يعرف باسم “مخترق الذخائر الضخمة”، ثم حذفت الصور – على ما يبدو لأن الصور كشفت عن تفاصيل حساسة بشأنه.
ويأتي نشر الصور بينما أشارت “أسوشيتد برس” إلى أن إيران تحرز تقدما ثابتا في تشييد منشأة نووية يرجح أنها تتجاوز نطاق السلاح “جي بي يو-57″، الذي يعتبر سلاح الملاذ الأخير للقضاء على المخابئ أسفل الأرض.
وبحسب المصدر ذاته، فقد طورت الولايات المتحدة “مخترق الذخائر الضخمة” بعد عام 2000، مع تنامي المخاوف بشأن تعزيز إيران لمواقعها النووية من خلال بنائها أسفل الأرض.
ونشرت القوات الجوية صور القنابل عبر صفحة فيسبوك الخاصة بقاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميسوري.
وتضم القاعدة أسطول قاذفات “بي-2” الشبحية، الطائرة الوحيدة القادرة على نشر القنبلة.
وقالت القاعدة، في التعليق المكتوب على الصور، إنها تسلمت قنبلتين من قنابل “مخترق الذخائر الضخمة” حتى يتمكن سرب ذخيرة هناك من “اختبار أدائهما”.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينشر فيها سلاح الجو صورا ومقاطع فيديو للقنبلة في وقت يتزامن مع تصاعد حدة التوترات مع طهران بسبب برنامجها النووي.
نشر الجيش الأميركي عام 2019 مقطع فيديو لقاذفة من طراز “بي-2” تسقط قنبلتين من ذات الطراز.
ولم يرد سلاح الجو الأميركي على طلبات التعليق حول السبب وراء نشر أحدث مجموعة من تلك الصور ثم حذفها.
وكشفت أحدث صور للقنابل، عن أن وزنها يبلغ 12 ألفا و300 كيلوغرام، وهي تحتوي على مزيج من المادة المتفجرة “آيه أف إكس-757″، والمكون المتفجر الحديث نسبيا “بي بي إكس إن-114”.
ويظهر وزن القنبلة أن معظمه يأتي من إطارها الفولاذي السميك، مما يسمح لها بسحق الخرسانة والتربة قبل الانفجار، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح الفعالية الدقيقة لها.
وذكرت “أسوشيتد برس”، أن صور الأقمار الصناعية من شركة “بلانت لابز” تكشف عن أن طهران كانت تحفر أنفاقا في الجبال القريبة من موقع نطنز النووي في وسط إيران.
ويشير ركام الحفر الموجود بالموقع إلى أن المنشأة ربما تتراوح ما بين 80 مترا و100 متر تحت الأرض، بحسب خبراء وتحليل “أسوشيتد برس”.
ويقول خبراء إن حجم مشروع البناء يشير إلى أن إيران ربما تتمكن من استخدام المنشأة الموجودة تحت الأرض في تخصيب اليورانيوم كذلك، وليس فقط بناء أجهزة الطرد المركزي.
وستسمح الآلات الإضافية لإيران بتخصيب اليورانيوم بسرعة تحت حماية الجبل.
وقد يمثل ذلك مشكلة لقنابل “جي بي يو-57″؛ إذ قالت القوات الجوية في توصيف سابق لقدرات القنبلة إنها يمكن أن تخترق 60 مترا من الأرض والخرسانة قبل الانفجار.
وبحسب “أسوشيتد برس”، فقد ناقش المسؤولون الأميركيون استخدام قنبلتين متتاليتين لضمان تدمير الموقع، ولكن رغم ذلك، يحتمل أن يمثل العمق الجديد لأنفاق نطنز تحديًا خطيرًا.
وأشارت الوكالة إلى أن ما يزيد تعقيد أي ضربة عسكرية أميركية محتملة أنه كان قد جرى منع الطائرة “بي-2” من الطيران لعدة أشهر بشكل مؤقت منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما اشتعلت النيران في إحداها بعد هبوط اضطراري.
لكن بعد الإعلان عن إعادتها للعمل، قال سلاح الجو خلال بيان: “في حين انتهى توقف السلامة المؤقت لأسطول بي-2 رسميًا، لم تكن قدرتنا على توفير الردع النووي وتوجيه ضربة بعيدة المدى موضع شك”.
المصدر: وكالات