في الليلة الظلماء بدا أن كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين يستعدون لجولة جديدة من العنف، انطلقت شرارتها من قطاع غزة.
40 طائرة حربية، وحالة طوارئ إسرائيلية، ومدنيون في الملاجئ، وقتلى في شوارع قطاع غزة، وغارات تضيء سماء القطاع، هكذا كان المشهد ليل الإثنين-الثلاثاء.
1٣ قتيلا بينهم ثلاثة من قادة الجهاد الإسلامي وأفراد من عائلاتهم، في قصفت إسرائيلي استهدف مواقع متفرقة للجهاد، في عملية أسمتها تل أبيب “السهم أو الدرع الواقي”.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 12 شخصا لقوا مصرعهم بينهم ستة ذكور وسبع إناث، وأصيب 20 آخرون في الغارات الجوية التي استمرت حتى الساعة 5 صباحا بالتوقيت المحلي، محذرة من احتمال ارتفاع عدد الضحايا.
في هذه الأثناء، أكد الجيش الإسرائيلي أنه شن غارات جوية قبل الفجر على قطاع غزة ، قائلا إنها كانت “ردا على العدوان المتواصل من جانب حركة الجهاد الإسلامي الإرهابية”.
وكتب المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي: “من تجرأ وأطلق الصواريخ على سديروت الأسبوع الماضي في وضح النهار – لن يبقى محصنا”.
مضيفا “قمنا باستهداف من قاد الأعمال الإرهابية في الأشهر الأخيرة وخطط لشن مزيد من الهجمات في هذه الأيام”، معتبرا أن القادة الثلاثة الذين تم استهدافهم “شكلوا عنصرا مزعزعا للاستقرار الأمني في الأشهر الأخيرة”.
الجهاد تُقر بمقتل قادتها
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي مقتل ثلاثة من قادتها في العملية مع زوجاتهم وأطفالهم.
والقتلى هم:
– جهاد شاكر غنام (٦٢ عاما) أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي
– خليل صلاح البهتيني قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، والذي اتهمته إسرائيل بالوقوف وراء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، الشهر الماضي، بحسب ما أعلنه أدرعي.
– طارق محمد عز الدين ، أحد قادة الجناح العسكري، والذي اعتبرته إسرائيل المسؤول عن توجيه عمليات في الضفة الغربية انطلاقًا من قطاع غزة.
وبحسب الجهاد الإسلامي، فإن غنام مطلوب منذ أكثر من 20 عاما بعد أن نجا من خمس محاولات اغتيال سابقة.
واتهمه الجيش الإسرائيلي بتنسيق أسلحة وتحويلات أموال بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس التي تسيطر على قطاع غزة. ووصفته بأنه من كبار أعضاء الجهاد الإسلامي.
بنك الأهداف
الجيش الإسرائيلي أطلق على عمليته اسم “الدرع أو السهم الواقي”، وقال إن مقاتلاته وطائراته المروحية أصابت 10 أهداف للجهاد الإسلامي، بما في ذلك ورش إنتاج صواريخ في خانيونس (جنوب) ، ومواقع لتصنيع الأسلحة، ومجمعات عسكرية ، وموقع تصنيع خرساني، وقطة عسكرية في جنوب غزة.
وأظهر مقطع فيديو من غزة انفجارات تضيء سماء الليل وأنقاض المباني التي أصابتها الغارات.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، إن التخطيط لعملية الثلاثاء بدأ بعد إطلاق الصواريخ من غزة الأسبوع الماضي.
وذكر أن حوالي 40 طائرة تابعة للجيش الإسرائيلي شاركت في العملية التي جاءت بعد أسبوع تقريبا من تبادل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل إطلاق النار بعد وفاة المعتقل الفلسطيني البارز ، خضر عدنان، (من الجهاد الإسلامي) الذي كان مضربا عن الطعام في سجن إسرائيلي.
وغزة هي واحدة من أكثر الأماكن اكتظاظا في العالم ، وهي جيب ساحلي يضم ما يقرب من مليوني شخص يقطنون في 140 ميلا مربعا.
المصدر: وكالات