وجهت زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى جوبالاند رسائل قوية ضد الإرهاب، من الولاية الأهم بتلك الحرب خلال المرحلة المقبلة.
وبحسب الرئاسة فإن “أهداف الزيارة تتركز على نقطتين، الأولى: تحقيق المصالحة المحلية، والثانية: تسريع الحملة العسكرية ضد حركة الشباب”.
خارطة مكافحة الإرهاب
ووفق الخارطة التي طرحتها الرئاسة فإن “الحملة تشمل 5 محافظات هي ٢ في جوبالاند (جوبا السفلى وجوبا الوسطى)، و٣ في جنوب غرب الصومال (باي، وبكول وشبيلى السلفى)”.
وتتكون ولاية جوبالاند من 3 محافظات هي جوبا السفلى، جوبا الوسطى وغدو، وإقليم جوبا الوسطى مسيطر عليه تماما من قبل حركة الشباب الإرهابية، وهو الإقليم الوحيد في جميع أقاليم البلاد التي تخضع لسيطرة الشباب بشكل كامل.
ووفق خارطة الولاية فإن 75% من أراضيها في قبضة حركة الشباب بما فيها العاصمة الرسمية بؤالي.
وكانت الولاية تستعد للحملة ضد الإرهاب منذ انتخاب الرئيس حسن شيخ محمود في مايو/أيار الماضي، حيث تحشد قواتها والسكان لاستغلال توجه الحكومة الفيدرالية صوب أراضيها في إطار عاصفة التحرير من الإرهاب.
وتجري حاليا استعدادات للحملة الكبيرة المرتقبة واشتباكات متفرقة ومحاولات من قبل حركة الشباب لشن هجمات على قواعد الجيش لعرقلة التجهيزات الجارية.
عقبات في طريق العملية
وتواجه العملية العسكرية في ولاية جوبالاند تحديات كبيرة، أبرزها الخلافات السياسية الداخلية، والتضاريس الصعبة لمناطقها.
إضافة إلى عدم وجود قوة شعبية كبيرة تساند الجيش على أرض الواقع بسبب طول الفترة التي كانت تسيطر فيها حركة الشباب، ما أدى إلى تأثرهم فكريا بها.
كما تأتي العقبة الأخيرة في حساسية المناطق وأهميتها بالنسبة لحركة الشباب التي ستبذل كل شيء للدفاع عنها حتى آخر نفس لها.
وفي حال تحرير ولاية جوبالاند بشكل كامل من حركة الشباب فإن هذه الخطوة ستكون مرحلة مفصلية في الحرب ضد الإرهاب، ويمكن للحكومة الفيدرالية بعدها إعلان الانتصار على الحركة، التي ستخسر منظومتها القتالية.
دلالات أمنية وسياسية
وحول أهمية الزيارة يقول المحلل السياسي الصومالي محمد نور ، إن “الزيارة تحمل دلالات أمنية وسياسية”.
وأضاف: “أمنيًا، طرحت الرئاسة ملف الحملة العسكرية ضد حركة الشباب ضمن الأجندة وعملت على إبرازه، وسياسيا، سيعمل الرئيس على ملف المصالحة الداخلية لتحديد الهدف المشترك بين جميع السكان والسياسيين في الولاية”.
وأضاف المحلل السياسي أن “الزيارة تأتي في وقت كادت الحملة العسكرية تفقد زخمها، وتعطي فرصة لتسليط الأضواء عليها من جديد”.
وتابع: “سيزور الرئيس قواعد الجيش والخطوط الأمامية، بهدف التشجيع وإصدار الأوامر لرفع الجهوزية”.
وأشار المحلل السياسي الصومالي إلى أن “زيارات الرئيس الميدانية كانت تشكل بشارة نصر خاصة في ولايتي هيرشبيلى وغلمدغ، ولن يختلف عن هذه الولاية على الرغم من اختلاف الوضعيات”.
واعتبر نور أن “وعود الرئيس لضباط الجيش برتب عسكرية وامتيازات أخرى وتحقيق التفاهم سياسيا مع قيادة الولاية يسهم في تعزيز الجهود وتغيير قواعد المعركة”.
المصدر: وكالات