رغم مرور قرابة خمسة أشهر على الاحتجاجات التي اندلعت في إيران، إلا أن جذوتها لم تخمد بعد، وإن كانت وتيرتها قلت كثيرًا عن ذي قبل.
تلك التظاهرات والتي أطلقت موجة إدانات غربية وتسببت في عقوبات على النظام الإيراني، تجددت مساء الجمعة في مدن عدة، حاملة شعارات ضد المرشد علي خامنئي.
واندلعت الاحتجاجات منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني على أيدي ما يعرف بـ”شرطة الأخلاق” في طهران.
ورغم مرور قرابة 5 أشهر على اندلاع الاحتجاجات لأول مرة، إلا أن تظاهرات ما زالت تخرج بين الحين والآخر، كان آخرها يوم الجمعة.
تجدد الاحتجاجات
فبشعارات “الموت للديكتاتور” و”يسقط النظام”، أظهرت مقاطع فيديو تداولتها منصات إيرانية عن خروج احتجاجات في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان غرب إيران.
وقال موقع “سحام نيوز” الإيراني، إن “مجموعة من الشباب نزلوا إلى الشوارع في مدينة سنندج وأضرموا النار وسط هتافات ضد النظام والمرشد علي خامنئي”، مضيفًا: “تتواصل احتجاجات الشعب الإيراني بعد مقتل مهسا أميني، رغم القمع الشديد من قبل القوات الحكومية”.
وفي العاصمة طهران، أطلق الإيرانيون في مناطق مختلفة من أحياء ومناطق العاصمة هتافات ضد النظام، مؤكدين من نوافذ منازلهم استمرار الاحتجاجات.
كما كتب عدد من الإيرانيين في مدينة رشت مركز محافظة جيلان شمال إيران، شعارات ضد الحجاب الإلزامي على الجدران، بالإضافة إلى شعار: “إيران مقبرة الفاشيين”.
وأفاد موقع “سحام نيوز” عن خروج احتجاجات في محافظة ايلام الكردية غرب إيران لليلة الثانية على التوالي.
عيون المتظاهرين هدف النظام
وفي سياق متصل، قالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية التي تتخذ من النرويج مقرًا لها، يوم الجمعة، إن النتائج التي توصلت إليها تظهر أن القوات الأمنية الإيرانية “تعمدت استهداف أعين المتظاهرين خلال قمع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني”.
وأوضحت المنظمة الحقوقية، في تقرير لها أن “القوات القمعية للحكومة الإيرانية أثناء قمع الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، أطلقت عمداً وبشكل متعمد النار على وجوه وأعين المتظاهرين، وخاصة النساء في مدن مختلفة”.
وأضافت: “استقبل أطباء العيون في ثلاثة مستشفيات كبرى في طهران، الفارابي والرسول الأكرم ولبافي نجاد، ما لا يقل عن 500 مريض يعانون من إصابات في العين أثناء الاحتجاجات”.
وبحسب المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان، فقد أبلغ الأطباء في إقليم كردستان غرب إيران عن 80 حالة على الأقل من إصابات العيون خلال الاحتجاجات.
من جانبه، قال مقدم مدير المنظمة الحقوقية محمود أميري: “إن من أهم الخطوات في اتجاه التقاضي لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وإعمال العدالة الكشف عن أبعاد الجرائم من خلال التوثيق، ما يتطلب تعاونًا ومشاركة من جميع المواطنين”.
مطالب حقوقية
وأضاف: “علي خامنئي زعيم النظام الإيراني والقوى القمعية الخاضعة لقيادته يجب أن يعلموا أنه لن يتم تجاهل أي جريمة من جرائمهم ويجب محاسبتهم على جميع جرائمهم”.
وقُتل ما لا يقل عن 500 شخص في احتجاجات الأشهر الأربعة الماضية، بحسب تقارير حقوقية، فيما لا توجد معلومات دقيقة عن عدد المصابين في هذه الاحتجاجات.
ونشرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية قائمة تضم 22 شخصًا أصيبت عيونهم بالرصاص، مشيرًا إلى أن كثير من هؤلاء الناس فقدوا بصرهم بإحدى أو كلتا العينين.
وأثناء قمع الاحتجاجات في إيران، استخدم العملاء البنادق بالإضافة إلى الأسلحة القتالية لإطلاق النار على المتظاهرين.
ووفقًا لاتفاقيات الأمم المتحدة بشأن استخدام الأسلحة، يُحظر استخدام البنادق وكذلك البنادق الهجومية لتفريق المتظاهرين. وتقول الأمم المتحدة إن البندقية سلاح فتاك وأنها تصيب الأشخاص دون تمييز، بمن فيهم الأطفال وكبار السن، الذين لم يشاركوا حتى في التجمع.
النظام يرد
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها إن حالات إطلاق النار في العين أثناء الاحتجاجات الإيرانية مرتفعة بشكل ملحوظ وأن “مئات الأشخاص” أصيبوا بهذه الطريقة.
ومع تزايد الاهتمام الإعلامي بهذه القضية ونشر صور لمن تضررت عيونهم، نفى حسن كرمي قائد الوحدة الخاصة بالشرطة الإيرانية أن تكون العيون قد أصيبت برصاص عملاء وحدة خاصة.
ولم تعلن الحكومة الإيرانية مسؤوليتها عن قتل المتظاهرين وتصر على أن المحتجين قتلوا على أيدي مسلحين تابعين لدول أجنبية أو معارضة مسلحة، دون تقديم أي دليل لإثبات ذلك.
المصدر: وكالات