شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي عقد، لقاء تشاوري ضم قادة كلٍ من، دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى كلٍ من مصر، والأردن.
جاء هذا اللقاء تحت عنوان “الازدهار والاستقرار في المنطقة”، وهدف – على نحو رئيس-، لبحث العلاقات بين دولهم ومختلف مسارات التعاون والتنسيق المشترك في جميع المجالات بما يخدم الاستقرار في المنطقة التي تعاني أزمات عدة منذ عقود.
واستعرض القادة عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك والتحديات التي تشهدها المنطقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وأهمية تنسيق المواقف وتعزيز العمل العربي المشترك في التعامل مع هذه التحديات بما يكفل بناء مستقبل أكثر ازدهاراً لشعوب المنطقة كافة.
وأكد القادة الروابط التاريخية الراسخة بين دولهم، في مختلف المجالات، والحرص المتبادل على التواصل والتشاور والتنسيق المستمر تجاه مختلف التحولات في المنطقة والعالم.
وشارك في القمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات، والسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، والملك حمد بن عيسى ملك البحرين، والشيخ تميم بن حمد أمير قطر، والملك عبدالله الثاني ملك الأردن.
كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد وصل، صباح الأربعاء، إلى دولة الإمارات للمشاركة في “قمة أبوظبي”، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر بأن مشاركة الرئيس في قمة أبوظبي تأتي في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات المتميزة مع جميع الدول الشقيقة المشاركة بالقمة، فضلاً عن التعاون بشأن تعزيز آليات العمل المشترك لصالح الشعوب العربية.
وجاءت قمة أبوظبي بعد يوم واحد فقط من انعقاد قمة أخرى بين قادة مصر وفلسطين والأردن، حيث شددت القمة المصرية الأردنية الفلسطينية في القاهرة على ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة، واستمرار الجهود المشتركة لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين.
ماذا حدث في القمة؟
في حقيقة الأمر، أُسدل الستار سريعاً على القمة الخليجية العربية العاجلة وأشارت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية إلى أنها “قمة تشاورية لتعزيز العلاقات بين دول الإخوة المشاركين وسبل وبحث مسارات التعاون والتنسيق المشترك في جميع المجالات” دون الخوض في أي تفاصيل في الاجتماع.
لم يستمر الاجتماع سوى بضع ساعات وغاب عنه العاهل السعودي وولي عهده، ووصفته الإمارات بـ”الأخوي التشاوري”، وظل الغياب السعودي مثيرا للجدل خاصة فيما يتصل بتوتر علاقات الرياض وأبوظبي في اليمن، وغيرها من الملفات.
كما أن حضور عمان كان مثار نقاش بين المراقبين، ومتابعي المشهد الخليجي والعربي، لأن عمان معروفة بالحياد، حتى أن الأدبيات تلقبها ب”جنيف العرب”، فهل دفعتها التطورات الدولية والإقليمية المتسارعة إلى الانخراط عربيا من جديد؟
العلاقات بين السعودية والإمارات
⦁ السعودية والإمارات جارتان وعلاقتهما التاريخية ودّية. وقد شهدت العلاقات بينهما في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل السعود تطورًا ملحوظًا في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، بسبب أهدافهما المشتركة وقيادتهما لدول التحالف العربي في الحرب على اليمن.
⦁ تأسَّست في أيار/مايو 2014 لجنة عليا مشترَكة برئاسة وزيرَي الخارجية في البلدَين، وفي الشهر نفسه من عام 2016 جرى التوقيع على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي مشترَك في الأمور ذات الاهتمام المشترَك.
⦁ وفي حزيران/ يونيو عام 2018، أطلقت السعودية والإمارات “استراتيجية العزم”، التي تتضمن رؤية مشتركة للتكامُل اقتصاديًّا وتنمويًّا، إذ بلغ الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية 786.5 مليار دولار، تليها الإمارات بناتج إجمالي محلي يبلغ 414 مليار دولار.
⦁ في حين تعد العلاقات التجارية والاقتصادية بين الإمارات والسعودية هي الأكبر بين دول مجلس التعاون الخليجي، إذ تعد السعودية الشريك التجاري العربي الأول والثالث عالميًّا للإمارات.
⦁ أطلقَ مركز اللوجستيات السعودي مبادرة حكومية في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، لدعم نمو قطاع الخدمات اللوجستية في المملكة بالتعاون مع الإمارات، للاستفادة من خبراتها بوصفها رائدة في الخدمات اللوجستية.
⦁ ناقشت السعودية والإمارات في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، مشروعَ إنشاء مصفاة للنفط الخام في ولاية ماهاراشترا الهندية بتكلفة لا تقل عن 70 بليون دولار.
⦁ تأتي الإمارات في طليعة الدول المستثمرة في السعودية بقيمة إجمالية تزيد عن 34 مليار درهم، وهناك أكثر من 30 شركة ومجموعة استثمارية إماراتية تنفِّذ مشاريع كبرى.
⦁ تجاوزت الاستثمارات السعودية المباشرة في الإمارات 16 مليار درهم، كما يركز البلدان على استخدام التكنولوجيا المتقدِّمة لتعزيز النمو الاقتصادي كجزء من خطط التنمية الأوسع نطاقًا، خاصة عبر قطاعات الطاقة والاتصالات والسيارات والبناء.