رغم فشل اجتماع رامشتاين في حسم إرسال الدبابات الألمانية لأوكرانيا، إلا أن كييف أكدت عزمها “الكفاح” متدثرة بنظام الدفاع الجوي باتريوت القادم من هولندا، وبشحنة أسلحة أميركية.
تلك الأسلحة التي تتدفق حاليا على أوكرانيا من بينها مئات من المركبات المدرعة هذا الأسبوع، قال عنها مسؤول أميركي إنها ستستخدم في الهجوم المضاد المرتقب، مشيرًا إلى أنها من المعدات التي ستكون مطلوبة لتشكيل قوة هجومية متحركة.
إلا أن ذلك الهجوم المضاد المرتقب، يتطلب من كييف تخفيف التركيز على مدينة باخموت، بشكل يتيح لها تمكين عدد أكبر من عسكرييها من الاستفادة من برامج التسليح والتدريب التي تديرها الولايات المتحدة من أجل تشكيل مزيد من الوحدات عالية الكفاءة وتوظيفها في شنّ هجوم في الجنوب، بحسب المسؤول الأميركي.
مطالب أميركية
وقال المسؤول الأميركي، إنه أن على أوكرانيا ألا تسعى للدفاع عن مدينة باخموت بأي ثمن، وأن تركز أكثر على الاستعداد لشنّ هجوم مضاد كبير.
وأصبحت المدينة المدمرة إلى حد كبير والتي ناهز عدد سكانها قبل الحرب 70 ألف نسمة، مركز القتال في شرق أوكرانيا مع استعمال المدفعية الثقيلة والتقدم البطيء والخسائر الكبيرة في صفوف الجانبين.
واكتست المعارك طابعا سياسيا ورمزيا، فقد زارها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قبيل توجهه للقاء نظيره الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض وإلقائه كلمة أمام الكونغرس في واشنطن.
لكنّ المسؤول الكبير في إدارة جو بايدن رأى أن الأولوية المعطاة للقتال في باخموت تعرقل أوكرانيا في مهمتها الأساسية المتمثلة في التحضير لهجوم استراتيجي ضد الروس في جنوب البلاد خلال الربيع، مشيرًا إلى أنه كلما طالت مدة القتال في باخموت، تعزز وضع روسيا التي تمتلك إمكانات مدفعية أكبر وأفضليّة عددية من ناحية المقاتلين.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن انتصار روسيا في باخموت لن يغيّر مجرى الحرب، مشيرًا إلى أنه يمكن للقوات الأوكرانية الانسحاب إلى مواقع يسهل الدفاع عنها.
وفيما تسرّع الدول الغربية وتيرة تسليم الأسلحة إلى كييف، أعلنت الحكومة الهولندية الجمعة أنها ستساعد أوكرانيا على التزود بنظام الدفاع الجوي باتريوت، مضيفة: “يتعلق الأمر بمنصتي إطلاق وصواريخ”.
باتريوت هولندا
وأوضحت وزارة الدفاع الهولندية في بيان، أن ذلك يتم ضمن “مشروع تعاوني مع الولايات المتحدة وألمانيا” يتعلق “بالتسليم المشترك لأنظمة الدفاع الجوي باتريوت إلى أوكرانيا”.
وأضافت الوزارة أن “هذا التعاون جاء نتيجة النداء العاجل للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي” الذي “يريد وسائل دفاع جوي حتى تتمكن بلاده من الدفاع عن نفسها ضد الهجمات المستمرة بالصواريخ والطائرات المسيّرة”.
كما أعلنت هولندا أنها ستدرّب عسكريين أوكرانيين وستمنح كييف 100 مركبة بمدافع مضادة للطائرات تم شراؤها من جمهورية التشيك.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت خلال زيارة زيلينسكي لواشنطن في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن منح أوكرانيا وحدات من نظام الدفاع الجوي باتريوت، فيما التزمت برلين أيضًا في 5 يناير/كانون الثاني الجاري، بمنح أوكرانيا أحد هذه الأنظمة.
دبابات ثقيلة
وأعلنت هولندا انضمامها إلى “مجموعة دول من بينها ألمانيا” تدرس إمكانية إمداد كييف بدبابات ثقيلة، بما يشمل توفير التدريب، بحسب وزارة الدفاع الهولندية التي قالت إنه “سيتم بحث هذه العملية بشكل أكبر في الفترة المقبلة”.
ورغم أن أوكرانيا التي كانت تمني نفسها الحصول على دبابات ليوبارد الألمانية فشلت في ذلك، إلا أن وزير دفاعها أوليسكي ريزنيكوف قال إنه أجرى “نقاشا صريحا” مع نظيره الألماني بوريس بيستوريوس الجمعة، بشأن تزويد بلاده بدبابات ليوبارد الألمانية، مضيفا أن المحادثات ستستمر.
وفشل اجتماع عُقد في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا في التوصل إلى قرار بشأن ما إذا كان ينبغي لألمانيا إرسال دبابات قتالية من طراز ليوبارد 2 إلى أوكرانيا أو السماح للدول الأخرى بإرسالها.
“كفاح أوكراني”
في السياق نفسه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، إن أوكرانيا ستظل مضطرة للكفاح من أجل ضمان إمدادها بدبابات حديثة بعد أن فشل الشركاء الغربيون في التوصل إلى اتفاق حول إرسال دبابات ألمانية الصنع إلى كييف.
وقال زيلينسكي في خطاب مصور إن اجتماع رامشتاين سيعزز صمود أوكرانيا، معبرا عن ثقته في أن الحلفاء سيدعمون كييف قدر الإمكان.
وأضاف: “أجل، لا يزال يتوجب علينا الكفاح من أجل تسلم الدبابات الحديثة، لكننا نوضح كل يوم أنه لا بديل عن اتخاذ قرار بشأن تسليم الدبابات”.
ونفى وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الجمعة، معارضة برلين نقل دبابات ليوبارد القتالية إلى أوكرانيا من جانب واحد، لكنه قال إن ألمانيا مستعدة للتحرك بسرعة إذا تم التوصل إلى توافق بين الحلفاء.
المصدر: وكالات