قال العميد السابق لمعهد دول حوض النيل للبحوث والدراسات الاستراتجية بجامعة الفيوم ، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية عدلي سعداوي، إن الصين قادرة على حل أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وأضاف أن الصين تربطها علاقات جيدة مع مصر وأثيوبيا والسودان، ولديها مصالح مشتركة مع الدول الثلاث، خاصة في مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها بكين وتسعى إلى تنفيذها.
وأضاف أن الدور الصيني متواجد وبشكل قوي في إفريقيا ، خاصة في ظل انشغال قوى أخرى بالأحداث التي يشهدها العالم ومن بينها الأزمة الأوكرانية، لذلك الصين قادرة على إحداث حالة من التوافق والتوصل إلى حلول ترضي الدول الثلاث بحكم علاقاتها، واستثماراتها، وقدرتها التكنولوجية الهائلة التي من الممكن أن تستفيد منها تلك الدول في توليد الطاقة من الرياح والشمس وبالتالي من الممكن أن توفر لإثيوبيا الطاقة التي تسعى إلى إنتاجها عبر التكنولوجيا المتقدمة التي تملكها ، فضلا عن عملية ملء خزان السد في مدة أطول بخلاف المدة التي تعمل عليها أثيوبيا، وهو المطلب التي قدمته مصر والسودان.
وأضاف العميد السابق لمعهد دول حوض النيل للبحوث والدراسات الاستراتجية بجامعة الفيوم، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الصين أيضا تملك تكنولوجيا متطورة تمكنها من عملية إدارة السد وبالتالي توفير حصص المياه لكل دولة، وهو الأمر الذي يساعد إثيوبيا ويساعد فى حصول مصر والسودان على حقوقهما المائية.
وشدد دكتور عدلي على أن الصين قوة لها قدرتها العالمية، واستثماراتها ومشروعاتها متواجدة بقوة في عدد من الدول الأفريقية مثل جيبوتي وإثيوبيا، مما يؤهلها بأن تكون الدولة القادرة على حل أزمة سد النهضة.
وأشار إلى أن دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بالقمة العربية الصينية، إثيوبيا إلى الحوار مجددا من أجل إنهاء الأزمة والوصول إلى حل يرضي كافة الأطراف جيدة وجاءت في محلها، لأنها تفتح الباب أمام السياسة الصينية التي تتسم بالهدوء الدبلوماسي المعهود عنها، مما يساعد على إحداث توافق، فضلا عن قدرتها على تقديم مساعدات لكافة الأطراف من أجل حل الأزمة.
وأوضح أن الصين لها استثمارات في مشروع سد النهضة، كمشروع نقل الكهرباء المنتجة من السد، ويجب أن تتفهم الموقف المصري وأهمية نهر النيل لمصر كمورد أساسي، ومصدر للنماء والبقاء والغذاء للشعب المصري.
كما أشار الدكتور عدلي سعداوي، إلى أن الوضع مماثل أيضا بالنسبة لدولة الإمارات التي تملك استثمارات في إثيوبيا، ويمكنها دفع التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث.
وأشار إلى أن القارة الإفريقية تشهد حال من الاستقطاب الدولي، والوجود البريطاني في القارة هو انعكاس لتلك الحالة، كما هو الحال للولايات المتحدة الأمريكية أيضا، خاصة وأن إفريقيا مليئة بالعديد من الثروات التي لم تستغل حتى الآن.
المصدر: وكالات