دوى إطلاق نار في أنحاء واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، السبت الأول من تشرين الأول/أكتوبر، واندلع حريق في السفارة الفرنسية، فيما اتهم الضابط في الجيش الكابتن إبراهيم تراوري الذي أعلن نفسه زعيماً للبلاد رئيس المجلس العسكري بول هنري سانداوغو داميبا بشن هجوم مضاد بعد إطاحته، الجمعة.
وتشير المواجهة إلى انقسام عميق داخل الجيش وفصل جديد مثير للقلق في بوركينا فاسو، إذ أدى تفشي تمرد جماعات مرتبطة بتنظيمي “القاعدة” و”داعش” إلى تقويض الثقة في السلطات وتشريد ما يقرب من مليوني شخص.
تفادي الحرب
وخاطب داميبا في بيان صدر مساء السبت، ونشر على الصفحة الرسمية للرئاسة على موقع “فيسبوك” الانقلابيين قائلاً “أدعو الكابتن تراوري ورفاقه للعودة إلى المنطق لتفادي حرب بين الإخوة لا تحتاج إليها بوركينا فاسو في هذه الظروف”.
وتابع “أنفي رسمياً أن أكون قد لجأت إلى القاعدة الفرنسية في كامبوينسين”، واصفاً هذه المعلومات بأنها “تلاعب بالرأي العام”.
وكان الانقلابيون قد أعلنوا، السبت، أن داميبا لجأ إلى هذه القاعدة من أجل التخطيط لهجوم مضاد هدفه نشر الفوضى في صفوف قواتنا العسكرية والأمنية”.
وهذا هو أول إعلان رسمي يصدره داميبا منذ، الجمعة، الذي شهد إطلاق عيارات نارية في المنطقة التي تضم مقر الرئاسة في العاصمة البوركينية واغادوغو وإعلان عسكريين عبر التلفزيون الوطني، الجمعة، إقالة داميبا.
السفارة الفرنسية
من جهتها أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً قالت فيه إن “القاعدة” لم تستضف داميبا الذي استولى على السلطة في انقلاب في 24 كانون الثاني/يناير الماضي، لكن مئات المؤيدين لاستيلاء تراوري على السلطة نظموا احتجاجاً أمام السفارة الفرنسية، السبت. وتجمع أيضاً متظاهرون مناهضون لفرنسا ورشقوا المركز الثقافي الفرنسي في بلدة بوبو ديولاسو الجنوبية بالحجارة.
وشب حريق في ساعة مبكرة من مساء السبت في السفارة الفرنسية، كما سمع دوي عدة أعيرة نارية. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تدين العنف ضد سفارتها.
ووصل داميبا إلى السلطة في يناير عبر انقلاب أطاح الرئيس روش مارك كريستيان كابوري الذي فقد مصداقيته بسبب تصاعد العنف في البلاد.
والزعيم الجديد للمجلس العسكري هو الكابتن إبراهيم تراوري قائد فيلق فوج مدفعية كايا في شمال البلاد المتضرر من هجمات المتشددين.
وأكد جيش بوركينا فاسو أن “المحادثات” بين المعسكرين مستمرة، واصفاً الأوضاع بأنها “أزمة داخلية”.
وأصبحت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، والمحمية الفرنسية السابقة، بؤرة لأعمال عنف نفذتها جماعات مرتبطة بتنظيمي “القاعدة” و”داعش” بدأت في مالي المجاورة عام 2012 وامتدت إلى دول أخرى جنوب الصحراء الكبرى.
وشجبت وزارة الخارجية الأميركية والأمين العام للأمم المتحدة الاضطرابات. وقال المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش في بيان إنه يدين بشدة “أي محاولة للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح ويدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف والسعي إلى الحوار”.
المصدر: وكالات