قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن المملكة تؤكد التزامها بميثاق الأمم المتحدة، ودعمها المستمر لمبادئ الشرعية الدولية الهادفة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
وأكد فيصل بن فرحان في كلمة في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن المملكة تستمر بدعمها للعمل الدولي مُتعدد الأطراف في إطار مبادئ الأمم المتحدة، في سبيل تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه عالمنا، مشيرا إلى أن السعودية تجدد دعوتها لإصلاح مجلس الأمن.
وصرح بأن المملكة تؤكد على ضرورة العودة لصوت العقل والحكمة وتفعيل قنوات الحوار والتفاوض والحلول السلمية بما يوقف القتال ويحمي المدنيين ويوفر فرص السلام والأمن والنماء للجميع، وتجدد دعوتها لإصلاح مجلس الأمن ليكون أكثر عدالة في تمثيل واقعنا اليوم.
كما أفاد بأن الرياض تؤكد على موقفها الداعم لكافة الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، ووقف العمليات العسكرية، بما يحقق حماية الأرواح والممتلكات ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وذكر أن منطقة الشرق الأوسط في أمسّ الحاجة إلى تضافر الجهود في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار وتوفير مستقبل أفضل يلبي تطلعات الشعوب في التنمية والازدهار.
وشدد على أن أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها يتطلب الإسراع في إيجاد حلٍّ عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأشار في السياق إلى أن قمة جدة للأمن والتنمية والتي شارك فيها قادة الولايات المتحدة وتسع دول عربية عكست تأكيدنا المشترك على أهمية العمل الجماعي لبناء مستقبل أفضل للمنطقة ودولها وشعوبها ودعمنا الكامل لجهود الأمم المتحدة في حل النزاعات سلميا.
وبخصوص الأزمة اليمنية، شدد الوزير السعودي على أن المملكة تجدد التزامها بدعم كافة الجهود الرامية لتثبيت الهدنة، وتمكين مجلس القيادة الرئاسي من أداء أدواره، وصولا إلى تحقيق السلام المستدام بين الأشقاء في اليمن على أساس المرجعيات الثلاث.
وبين أن المملكة تستمر في دورها القيادي كأكبر داعم لتلبية الحاجات الإنسانية والتنموية للأشقاء في اليمن.
وبشأن الملف السوري، فقد أفاد وزير الخارجية أمام الأمم المتحدة بأن المملكة تؤكد على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن بما يحفظ وحدة سوريا واستقرارها وعروبتها.
كما قال إن المملكة تدعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره وتؤكد أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية.
إلى ذلك، شدد الدبلوماسي السعودي على أن استتباب السلم والأمن الدوليين لا يتحقق من خلال سباق التسلح أو امتلاك أسلحة الدمار الشامل بل من خلال التعاون بين الدول لتحقيق التنمية والتقدم.
وحث المجتمع الدولي على تكثيف ومضاعفة الجهود في سبيل منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وضمان خلو منطقة الشرق الأوسط منها.
هذا، وتطرق الأمير فيصل بن فرحان في كلمته إلى الاتفاق النووي الإيراني، حيث دعا إيران للوفاء عاجلا بالتزاماتها النووية والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتخاذ خطوات جدية لبناء الثقة بينها وبين جيرانها والمجتمع الدولي.
وبخصوص ملف الطاقة، أكد فيصل بن فرحان أن المملكة تحرص على دعم التعافي الاقتصادي العالمي عبر المساهمة في المحافظة على توازن أسواق الطاقة، وتؤكد على أهمية الاستثمار في الطاقة الأحفورية وتقنياتها النظيفة على مدى العقدين القادمين، مبينا في السياق أن الرياض تعمل جنبا إلى جنب مع شركائها الدوليين لتخفيف وطأة الآثار السلبية للنزاعات المسلحة وانعكاساتها المؤلمة على الأمن الغذائي وتعطيلها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 خاصة هدف القضاء على الجوع.
وأشار إلى أن للمملكة إسهامات كبيرة في تحقيق الأمن الأمن الغذائي، حيث بلغ إجمالي مساعدات المملكة في مجال الأمن الغذائي والزراعي ما يقارب 2 مليار و890 مليون دولار أمريكي.
ولم يغب ملف الإرهاب عن كلمة الوزير السعودي، حيث أكد بن فرحان على أهمية وقوف المجتمع الدولي بحزم أمام الدول الداعمة والراعية للإرهاب والتطرف، والتي تسعى لاستغلال ايديولوجياتها المتطرفة، وسيلة للتمدد والتوسع، وخلق الفوضى والدمار.
تجدر الإشارة إلى أن الوزير تحدث في كلمته على ملف حقوق الإنسان، وأوضح أن المملكة تولي ملف حقوق الإنسان أهمية بالغة، وقد تضمنت أنظمتها نصوصا صريحة تهدف إلى تعزيز وحماية تلك الحقوق.
المصدر: وكالات