تسلمت مصر وفلسطين رسمياً، الثلاثاء، دعوات للمشاركة في القمة العربية المقبلة بالجزائر مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، الذي سلّمه رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تضمنت دعوة السيسي للقمة العربية، والتأكيد على حرص بلاده على تعزيز أطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة والانطلاق بها إلى آفاق أرحب.
ورحب السيسي من جانبه بالدعوة الموجهة من الرئيس الجزائري، معرباً عن تطلع مصر للعمل مع الجزائر لضمان نجاح القمة العربية في تعزيز العمل العربي المشترك للتصدي للتحديات الضخمة التي تواجه الأمة، بهدف استعادة مكانتها ووحدتها، وبما يدعم مفهوم الدولة الوطنية والحفاظ على مقدرات الشعوب العربية.
وفي وقت سابق من اليوم، سلَّم لعمامرة رسالة مماثلة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يزور في القاهرة حالياً، لدعوته للمشاركة في القمة العربية.
وجدد الوزير الجزائري التزام بلاده المتواصل للقضية الفلسطينية، مشددًا، وأن فلسطين أول دولة تستلم الدعوة إلى القمة “تأكيدا على مكانتها في صلب أولويات العمل العربي المشترك”.
وجرى تأجيل قمة جامعة الدول العربية على مستوى القادة بالجزائر، 3 مرات آخرها مطلع العام الجاري بسبب جائحة كورونا، وسط جدل سابق بشأن إمكانية عقدها هذا العام، قبل أن تحسم البلد المُضيف الموقف بإرسال دعوات رسمية بداية من اليوم.
وعقدت القمة السنوية الأخيرة لجامعة الدول العربية على مستوى القادة في آذار/مارس 2019 في تونس، وتم إلغاء نسختي 2020 و2021 بسبب كوفيد-19.
تجاوز نقاط خلافية
ويرى دبلوماسيون أن الجزائر سعت خلال الفترة الماضية لتجاوز النقاط الخلافية التي كانت تمثل تحدياً أمام عقد القمة العربية، ونسقت المواقف مع العديد من العواصم وصولًا للتأكيد على عقد القمة الـ 31 على مستوى القادة بإرسال دعوات رسمية.
ويقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، والخبير في العلاقات الدولية، حسين هريدي،إن الخطوة الجزائرية جاءت بعد الإعلان عن توصل الحكومتين الجزائرية والسورية إلى اتفاق تم بموجبه عدم إدراج بند إعادة شغل سوريا لمقعدها في مجلس الجامعة العربية، وبذلك تم تجميد عقبة أمام انعقاد القمة العربية الدورية.
كان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أعلن قبل أيام، عدم رغبة بلاده في طرح استئناف عضوية دمشق في الجامعة العربية، خلال القمة العربية المقبلة، حرصاً منها على المساهمة في توحيد الكلمة والصف العربي في مواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ووفق هريدي فإن الجزائر منذ فترة طويلة تهتم للغاية بإنجاح هذه القمة، معتبرًا إياها بأنها ستكون “قمة إثبات الموقف العربي بالتغير النوعي تجاه التعاطي مع العديد من القضايا والأزمات العربية”.
وشدد على أن إرسال الجزائر لدعوات رسمية إلى القادة العرب يؤكد أن عقد القمة في موعدها أصبح أمرًا واقعًا أكثر من أي وقت مضى.