بعد 3 أشهر على انسحاب مالي من مجموعة دول الساحل الخمس “G5″، استقبل رئيسها الانتقالي أسيمي غويتا نظيره البوركيني الكولونيل بول هنري سانداوغو داميبا، لبحث تمدد الجماعات الإرهابية على المثلث الحدودي.
أهمية توقيت الزيارة يوضحها خبراء فيما يخص إدراك أعضاء “G5” بضرورة عودة باماكو للمجموعة التي تأسست في الأصل عام 2014 لمواجهة الإرهاب عقب انتشاره في مالي، والتخوف من تمدده لدول الجوار.
وكتب غويتا في حسابه على “تويتر”: “إنه لشرف كبير لمالي أن تستقبل أخي الرئيس بول هنري سانداوغو داميبا”.
وعلقت الرئاسة في واغادوغو بأن “بوركينا فاسو ومالي المرتبطتين بالجغرافيا والتاريخ، تعتزمان تعزيز تعاونهما لتحقيق نجاح أفضل في مكافحة الإرهاب”.
تأثير انسحاب مالي
• تشمل محادثات الرئيسين عودة مالي لمجموعة دول الساحل الخمس، وذلك بعد أيام من دعوة وزيري الدفاع النيجري القاسم إنداتو والبوركيني بارثيليمي سيمبوريه، مالي للرجوع إلى القوة العسكرية المشتركة لمكافحة الإرهاب في المجموعة.
• باماكو أعلنت في مايو الماضي انسحابها من المجموعة ومن قوتها العسكرية الخاصة بمكافحة الإرهاب، احتجاجا على رفض المجموعة تولي باماكو رئاستها، ولمحت حينها إلى أن المجموعة تتذرع بالأوضاع الداخلية، في حين أنها تفعل ذلك لـ”عزل مالي” بالتنسيق مع دولة خارج الإقليم، فيما يبدو إشارة إلى فرنسا.
• أدى الانسحاب لضعف التنسيق بين الدول الخمس (مالي وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا وتشاد) في مكافحة الجماعات الإرهابية، التي استغلت ذلك في زيادة هجماتها على المناطق الحدودية، وحتى التمدد في مدن داخلية.
شروط العودة
وعن تقييمه للزيارة، يقول الباحث في الشؤون الإفريقية بجامعة باماكو محمد أغ إسماعيل، إن مجموعة “G5″ تأسست لمواجهة الأزمة الأمنية في مالي، و”لا يمكن نجاح مكافحة الإرهاب من دون باماكو” وفق رأيه، مستدلا على ذلك بحالة “الشلل التام” في أداء المجموعة بعد انسحابها.
وعما ستقدمه بوركينا فاسو لمالي لإقناعها بالعودة، يرى أغ إسماعيل أنه “من الصعب عودة باماكو ما لم تتحقق مطالبها المشروعة، ومنها حقها في رئاسة المجموعة، والحد من سيطرة دولة غير عضو في قراراتها”.
المحلل الفرنسي المتخصص في منطقة الساحل غوتييه باسكيت، يرى من جانبه أن مالي أيضا بحاجة لمجموعة “G5” بعد زيادة هجمات الجماعات الإرهابية، التي أدركت أن باماكو وحدها لا تستطيع مواجهتها.
موافقة شفهية
وفقا لمعلومات أولية، فإن غويتا أعطى موافقة شفهية لعودة بلاده إلى “G5″، وهذا أبرز ما في الزيارة حسب باسكيت.
ويتابع المحلل الفرنسي قائلا إن “الوضع الأمني على الحدود بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو يؤشر لهذه الدول بضرورة التعاون، إن أرادت الانتصار على الإرهاب“.
وتشديد التعاون الثنائي بين البلدين قد يكون بديلا مؤقتا لحين عودة مالي إلى “G5″، وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي التوغولي محمد مادي غابكاتي، إن الهدف الرئيسي للزيارة هو التعاون الثنائي.
وأكثر الجماعات الإرهابية نشاطا في المثلث الحدودي هو “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم القاعدة، و”داعش الصحراء الكبرى” فرع تنظيم “داعش“.
وفي 2021، شهدت منطقة الساحل 2612 عملية إرهابية وحادث عنف، وفق دراسة لمركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية ومقره واشنطن.