يعد الوضع النفسي للموظّفين من العوامل الاساسية التي تؤثر على إنتاجيّتهم، وتلعب بيئة العمل دوراً كبيراً في الحفاظ على الصحة النفسية لهؤلاء.
ورغم أن أغلب الموظفين يسعون للعمل ضمن بيئة “إيجابية”، إلا أن هناك احتمالاً كبيراً بأن يكون أحد زملائهم من “الأشخاص السلبيين” الذين ينشرون “فيروس الإحباط” ضمن محيطهم، حيث أثبتت الدراسات أن “زملاء العمل السلبيين”، يشكلون عقبة حقيقية في مكان العمل ويستطيعون نقل عدوى الإحباط والتوتر والتشاؤم الى المتواجدين قربهم.
وتقول المحللة النفسية والأستاذة الجامعية رندا شليطا في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “الزملاء السلبيين” والذين يسببون الإحباط لغيرهم في العمل ينتمون لعدة فئات، فمنهم من يعانون من هذه الآفة بسبب مشاكل “حياتية” عانوا منها ومنهم من يتعمّد أن يكون سلبياً بهدف احباط الآخرين ومنعهم من التقدم، كما هناك فئة تعطي انطباعاً بالسلبية خوفاً من الحسد، حيث يعتقد هؤلاء أن إظهار فرحهم قد يعرضهم للحسد.
وبحسب شليطا فإن “الزملاء السلبيين” يمكن أن يتسببوا بأذى نفسي وعاطفي لغيرهم، خصوصاً لشريحة الشباب التي لا تملك خبرة التصرف في هكذا أوضاع، ما يجعل هذه الشريحة عرضة للضياع ولخسارة فرص التقدم في الوظيفة.
ونبهت شليطا الى ضرورة الحذر من “الزملاء السلبيين السامّين” الذين يتعمدون إحباط “زملاء العمل” عبر نشر الطاقة السلبية بشكل ممنهج وتسويق عدم نجاح الآخرين لكي يحافظوا على نفوذهم وتفوقهم، مشيرة الى أن “فيروس الإحباط” يمكن ان يتسبب بالإرهاق الشديد في مكان العمل.
ودعت الموظفين وخاصة الجيل الشاب الى “تمكين النفس والأعصاب” لعدم امتصاص الطاقة السلبية.
مزيج من الصفات غير المرغوبة
وتقول مديرة معهد المؤسسات المملوكة عائلياً والمبادرة الفردية د. جوزيان فهد سريح إن “الشخصية السلبية” هي عبارة عن مزيج من الصفات غير المرغوبة تجمع بين التشاؤم والتشكيك والأنانية والنّكد، ولسوء الحظ فإن هذا النوع من الأشخاص موجود بكثرة في العمل ويصعب تجنبه كون الفرد مجبر على التعامل معه بداعي العمل.
وبحسب سريح فإن الأشخاص السلبيين بحاجة الى جمهور يستمع الى تذمرهم، وبالتالي فإن الحل الأول لهؤلاء يكون بعدم منحهم مجالاً للتعبير عن مشاكلهم، من خلال عدم الجلوس معهم لفترات طويلة، مشددة على ضرورة حرص الفرد على عدم إظهار نقاط ضعفه أمام الشخص السلبي وذلك حتى لا يستغلها ضده.
ودعت سريح الأفراد الى إتباع سياسة الذكاء العاطفي في التعامل مع الزملاء السلبيين وذلك عبر تغيير مجرى الحديث والطلب منهم التحدث باقتراحات بناءة وايجابية، مشيرة الى انه في حال طلب “الزميل السلبي” المساعدة للخروج من حالته فيتوجب مساعدته وتقديم النصح شرط عدم الانجراف الى مشاكله بشكل لا إرادي.
وإذا وصلت الأمور الى مرحلة “لا تطاق” وباتت الطاقة السلبية تؤثر على إنتاجية العمل فإنه يتوجب على الموظف إطلاع ادارة العمل “بطريقة لطيفة” على الوضع وذلك لتساهم بتوفير حلول للوضع القائم.