استكملت قوات لواء العمالقة اليمنية تأمين منشآت الطاقة في محافظة شبوة بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات تابعة لحزب الإصلاح الاخواني الذي انتهك وقفا لإطلاق النار كانت قد أقرته لجنة شكلها مجلس القيادة الرئاسي برئاسة وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري.
وأكدت مصادر محلية أن حزب الإصلاح يواصل حشد ميليشياته ويستقدم تعزيزات إضافية إلى محيط ‘مفرق عرماء’ في المديرية الواقعة إلى الشمال الشرقي من شبوة.
وبحسب المصادر ذاتها كانت ميليشيات حزب الإصلاح قد بادرت بنسف وقف إطلاق النار من خلال هجمات بالأسلحة الثقيلة، ما دفع لواء العمالقة للردّ ودحر تلك الميليشيات في أكثر من منطقة.
وأقرت ميليشيات الإخوان في بيان بأن لواء العمالقة وحلفائه سيطروا السبت 20 أغسطس/آب على مكاتب في قطاع
4 النفطي في عياذ بمحافظة شبوة الجنوبية ومحطات خطوط أنابيب، مضيفة أنهم يحتجزون بعضا
من قواتها.
واشتبكت ميليشيات الإصلاح ولواء العمالقة وكلاهما له تمثيل في المجلس الرئاسي المكون من ثمانية أعضاء في وقت سابق هذا الشهر في شبوة.
وكان المجلس قد اضطلع في أبريل/نيسان وبرعاية سعودية بسلطات الرئيس المعترف به دوليا المقيم في المنفى، لكن المحللين يقولون إن جداول الأعمال المتنافسة لأعضائه، ومن بينها الخاصة بميليشيات حزب الإصلاح والقوات الجنوبية، تشكل تحديا كبيرا. وتحدث هؤلاء عن اشتداد التنافس داخل المجلس الجديد.
ويعتبر مصير المجلس مهم للسعودية التي تقود تحالف دعم الشرعية في اليمن، بينما تحاول تعزيز تحالفها ضد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران. كما يعتبر مصيره مهما بالنسبة للأمم المتحدة التي تدفع من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في الصراع الأوسع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.
وأمر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي يوم الأحد 21 أغسطس/آب وزير الدفاع ومحافظ شبوة بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الهجوم والإفراج عن المعتقلين.
كما وجهت اللجنة الرئاسية تحذيرا شديد اللهجة لميليشيات الإخوان ودعتها إلى “الالتزام التام بتنفيذ كافة الإجراءات الصادرة عنها وتحذير كل من يسعى بالإخلال أو التقصير في الأمن والاستقرار”.
وتأتي هذه التطورات بعد ما يزيد من أسبوع من إطلاق محافظ شبوة عملية عسكرية مضادة انتهت بإخماد تمرد عسكري قاده الإخوان في محور عتق رفضا لإقالة قائد القوات الخاصة عبدربه لعكب الذي تحوم حوله شبهات فساد ولتورطه في تغذية الاقتتال وإثارة الفوضى في المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
وتهدد ممارسات الاخوان بتقويض جهود توحيد الصف في مواجهة ميليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران والتي تسيطر على الشمال ومراكز سكانية كبيرة أخرى إلى حد بعيد بعد الانقلاب على الحكومة الشرعية في أواخر 2014، مما دفع الرياض إلى التدخل على رأس تحالف بعد أشهر دعما للشرعية وبطلب من الحكومة اليمنية.
وتوسطت الأمم المتحدة في أبريل/نيسان في هدنة مدتها شهران بين التحالف والحوثيين قبل تجديدها مرتين، وتضغط من أجل اتفاق هدنة ممتد وموسع.