أخبار عاجلة

السعودية .. أزياء نسائية بألوان زاهية تزاحم العباءة السوداء التقليدية

أعادت مناسبة وطنية في السعودية، ملابس نسائية بألوان زاهية وموديلات متنوعة، إلى خيارات السعوديات اللاتي أقبل الكثير منهنَّ على ارتدائها بدلًا من العباءة السوداء الشهيرة، خلال أول احتفال رسمي تقره الرياض بيوم التأسيس.

وظلت العباءة السوداء أشهر ما يميّز ملابس السعوديات لعقود طويلة، رغم الجدل الكبير والمستمر حولها خلال السنوات القليلة الماضية، لكن أكبر تحول في ملابس نساء المملكة بدا في احتفالات، يوم الثلاثاء الماضي، عندما حضرت الألوان الزاهية في ملابس المحتفلات بجانب العباء السوداء.

وقرر البلد الخليجي الكبير، الشهر الماضي، اعتبار يوم 22 شباط/فبراير من كل عام، عطلة رسمية يتم فيها الاحتفال بيوم التأسيس الذي صادف، العام 1727، عندما نشأت الدولة السعودية الأولى في الدرعية بالقرب من الرياض.

واختار كثير من شبان وشابات المملكة، المشاركة باحتفالات يوم الثلاثاء الماضي، من خلال ارتداء أزياء من تلك الحقبة، لتظهر كثير من المشاركات بأزياء متنوعة تميزها الألوان الزاهية التي غابت في الأماكن العامة خلال العقود الماضية لصالح اللون الأسود.

وظهرت كثير من الشابات بأزيائهن اللافتة في شوارع وميادين عامة شهيرة في الرياض، مثل منطقة البوليفارد التي باتت وجهة رئيسة للاحتفالات في العاصمة، بينما نظمت إحدى الشركات عرض أزياء نسائيًا بملابس من التراث في الهواء الطلق أمام مركز الملك عبدالله المالي، واكتفى فريق نسائي ثالث بمواقع التواصل الاجتماعي لعرض صور ما ارتدينه.

وأبدى سعوديون من كلا الجنسين، إعجابًا كبيرًا بالأزياء التراثية التي لم يعتادوا على رؤية مواطناتهم بها من قبل، وسط تعليقات كثيرة يرى أصحابها أن مناسبة يوم التأسيس فرصة لاستلهام أزياء عصرية من تراث البلاد بألوان زاهية، والتخلي التدريجي عن اللون الأسود.

وتعرضت العباءة السوداء لانتقادات كثيرة خلال السنوات الماضية التي أتاحت فيها مواقع التواصل الاجتماعي نقاشات يمكن أن يشارك فيها الآلاف،كونها لا تنتمي لتراث البلاد إلى تأثيرها على ارتفاع حرارة الجسم في بلد حار مثل السعودية.

كما تم ربطها بحقبة ”الصحوة الدينية“ التي استمرت لنحو 4 عقود، وهو مصطلح يشير إلى فترة تبدأ، العام 1979، عندما بدأ رجال دين بارزون بالترويج لتفسيرات محافظة للشريعة الإسلامية، مالبثت أن تخلت عنها الرياض خلال السنوات القليلة الماضية لصالح تفسيرات أكثر انفتاحًا، ويجري اتباعها في غالبية بلدان العالم الإسلامي.

وبجانب التشجيع الذي تلقته المحتفلات لملابسهن الزاهية من مواطنيهن، كان هناك توثيق رسمي لكون تلك الأزياء تمثل تراث مناطق المملكة، حيث أصدرت وزارة الثقافة، ودارة الملك عبدالعزيز، وهي مؤسسة ثقافية رسمية، دليلًا للأزياء في مناطق المملكة خلال عهد الدولة السعودية الأولى.

كما أصدر القائمون على احتفالات يوم التأسيس، دليلًا آخر للأزياء التراثية التي تناسب مناطق المملكة خلال الاحتفال بالمناسبة، وقد دعم ذلك الدليل ما ارتدته السعوديات من أزياء تراثية في احتفالات يوم التأسيس، حيث حضرت الألوان الزاهية في الدليل على أزياء المحتفلات.

وتم تداول صور تلك الأزياء على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تجددت النقاشات حول ملابس النساء في المملكة، وقد وجدت الراغبات بالتخلي عن العباءة السوداء من يدعم توجههن ذلك أكثر من أي مرة سابقة.

وكتبت إحدى المدونات على ”تويتر“، معجبةً بالأزياء الجديدة: ”قاعدة أشوف الأزياء التراثية للنساء من كل مناطق السعودية، وانبهرت بالجمال والتنوع الثقافي، لكن -للأسف- ثقافة العباءة السوداء طمست كل هذا التراث والجمال“.

وشهد المتحف الوطني في الرياض، فعاليات ثقافية متنوعة بمناسبة يوم التأسيس، لكن اللافت فيها، كان اختيار أستاذة الأزياء والمنشورات التقليدية في جامعة الأميرة نورة، الدكتورة ليلى البسام، الحديث عن الأزياء في عهد الدولة السعودية الأولى، خلال ندوة أقيمت، مساء أمس الخميس، في المتحف، حيث استمع الحضور لاستعراض أكاديمي عن الزي التقليدي السعودي، وتسلسله التاريخي، وأشكاله، وأسمائه بحسب المناطق.

ومن المقرر أن يحضر عدد من طلاب وطالبات كلية إدارة الأعمال بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، في المنطقة الشرقية، بأزياء تراثية إلى الكلية، يوم الأحد المقبل، حيث ستُجرى مسابقة لاختيار أفضل زي بعد أن حثت إدارة الكلية طلبتها على ارتداء الزي التقليدي كل بحسب منطقته التي ينتمي إليها.

ورغم التحول الفريد والجديد بملابس السعوديات في يوم التأسيس، فإن عددًا منهن قد بدأن بالتخلي عن العباءة السوداء منذ سنوات، عندما خففت الرياض القيود على ملابس النساء، وبدأت بالانفتاح على الثقافة والفنون، وشرَّعت أبوابها امام السياح من مختلف دول العالم لأول مرة في تاريخها.

لكن لايزال للعباءة السوداء حضور كبير في ملابس نساء المملكة، ومن المرجح أن تستمر في ذلك لفترة طويلة مع وجود مؤيدين كثر لها من الجنسين.