قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، إنّ بلاده “ترغب بوقف النزاع العسكري في أوكرانيا، ولا تريد التدخل فيه”.
وأضاف ماكرون في مقابلة تلفزيونية: “يجب أن نكون مستعدين، لأنّ الحرب في أوكرانيا ستستمر لفترة طويلة”، مشيراً إلى أنّ “الصيف وبداية الخريف سيكونان في غاية الصعوبة… نحن نرغب بوقف الحرب وعدم التورط فيها. نحن لا نريد وقوع حرب عالمية جديدة”.
وأكّد ماكرون في السياق أنّ “على بلاده الاستمرار في دعم أوكرانيا ومواصلة فرض العقوبات ضد روسيا”.
وفي وقتٍ سابق، أمل ماكرون، انتهاء الحرب في أوكرانيا قبل نهاية العام الحالي، مؤكداً “مواصلة تكثيف العقوبات على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا”.
وكان الرئيس الفرنسي أكّد، في حزيران/يونيو الماضي، أنّه “سيتعين على أوكرانيا إجراء محادثات مع روسيا في وقتٍ ما، في محاولة لإنهاء الحرب بين البلدين”.
أمّا وزارة الخارجية الروسية فقد قالت إن “دول الناتو، التي أعلنت نفسها تحالفاً نووياً، تتأرجح، بصورة خطيرة، على شفا صراع مسلح مع روسيا”، مؤكدة أنه على الرغم من ذلك، فإن “عقيدة روسيا النووية تستند فقط إلى منطق الردع”.
ماكرون: يجب الاستعداد للتخلي عن الغاز الروسي
وفي سياقٍ منفصل، قال ماكرون إنّه “يجب الاستعداد للتخلي عن الغاز الروسي، ويجب أن تستعد أوروبا لانقطاع كامل إمدادات الغاز الروسي”.
واعتبر الرئيس الفرنسي أنّ “روسيا تستخدم الطاقة كسلاح حرب.. يجب أن نستعد اليوم لسيناريو يتعين علينا فيه الاستغناء عن الغاز الروسي كلياً”.
وأضاف: “روسيا بدأت في قطع إمدادات الغاز عن طريق إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 1″، في إشارة إلى قطع روسيا الإمدادات بغرض الصيانة.
يذكر أنّه بدأت عمليات صيانة سنوية لأكبر خط أنابيب منفرد ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا (نورد ستريم 1)، ما تسبب بتوقف تدفق الغاز لأيام، لكنّ الحكومات والأسواق والشركات تخشى أن يُمدّد الإغلاق بسبب الحرب في أوكرانيا.
وكانت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية قالت إنّ أسعار الغاز المرتفعة أدّت فعلاً إلى خفض بعض الطلب عليه، وكشفت أنّ الدول الأوروبية لم تقم بتخزينه على قدم المساواة، موضحةً أنّ خزانات الاتحاد الأوروبي ممتلئة الآن بنسبة 60% تقريباً.
وحذر ماكرون في السياق من أنّ “الاستغناء عن إمدادات الطاقة الروسية يعني أنّ الصيف وبداية الخريف سيكونان صعبين جداً على الأرجح”، موضحاً أنّ “فرنسا عززت إمدادات الغاز من النروج وقطر والجزائر والولايات المتحدة، كما تعزز احتياطي الغاز الذي سوف يقترب من 100% بحلول الخريف”.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنّ “استخدام فرنسا للطاقة تضاءل قليلاً مقارنة بالعام السابق”، داعياً “السلطات والمستهلكين والقطاع إلى الاقتصاد في استهلاك الطاقة والقضاء على مصادر هدرها”.
وأعلنت وزيرة الطاقة الفرنسية أغنيس بانييه روناتشيت، أمس الأربعاء، أنّ بلادها اتخذت تدابير جذرية استعداداً لفصل الشتاء، وضاعفت ملء منشآت تخزين الغاز تحسباً لانقطاع الإمدادات من روسيا.
وأشارت الوزيرة الفرنسية إلى أنّ بلادها حققت تقدماً كبيراً في ملء منشآتها الاستراتيجية لتخزين الغاز، مقارنةً بالسنوات السابقة.