أعلنت السلطات في المغرب أن محاولة للعبور إلى جيب مليلية أسفرت عن وفاة 18 مهاجرا وسقوط العديد من الجرحى.
وبحسب التقارير، فإن المئات حاولوا فجر الجمعة العبور إلى مليلية، وبعضهم تمكن من تجاوز نقطة مراقبة بعد قطع السياج بمقصات.
ونُقل العديد من أفراد الشرطة وقوات الأمن والمهاجرين إلى المستشفيات لتلقي العلاج في أعقاب مواجهات بين الجانبين.
وتُعد هذه المحاولة الأولى لاقتحام جماعي على أمل العبور إلى مليلية منذ عودة العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط في مارس/ آذار الماضي عقب دعم إسبانيا خطة المغرب بشأن منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.
وبحسب ما نقلته وكالة فرانس برس للأنباء، فإن مسؤولين في مليلية قالوا إن حوالي ألفي مهاجر حاولوا اقتحام نقطة مراقبة فجر الجمعة، ونجح 500 منهم في اجتياز سياج فاصل بعد قطعه باستخدام مقصات .
وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، أكد مسؤولون في المغرب ارتفاع حصيلة الوفيات بعدما مات 13 شخصا متأثرين بجروح أصيبوا بها خلال الاشتباكات، ليصل العدد إلى 18 شخصا.
وقال مسؤول مغربي إن بعض القتلى “سقط من أعلى حاجز”، مؤكدا أن حوالي 140 من قوات الأمن و67 مهاجرا نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج من الإصابات التي تعرضوا لها أثناء محاولة العبور، بحسب فرانس برس.
في المقابل، أشار مسؤولون إسبان إلى أن 49 من قوات الأمن الإسبانية تعرضوا لإصابات طفيفة.
وقالت السلطات المغربية، في بيان بشأن الحادث، إن “المغرب أرسل عددا كبيرا من القوات بهدف التصدي للهجوم”.
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام إسبانية مهاجرين يعانون من إرهاق شديد ممدين على رصيف جيب مليلية وقد لطخت أيدي بعضهم بالدماء ومزقت ثياب البعض.
وأدان رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز “الهجوم العنيف” على الحدود، متهما من أسماهم “مافيا الإتجار بالبشر” بتنفيذه، وذلك أثناء تصريحات أدلى بها في بروكسل .
ويعتبر جيبا سبتة ومليلية نقطة جذب للمهاجرين الذين يأملون في الوصول أوروبا.
ومنذ عودة العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط في مارس/ آذار الماضي، تراجعت أعداد المهاجرين الذين يحاولون التسلل من تلك النقاط الحدودية إلى حد كبير.
فقد انخفض عدد المهاجرين الذين يتدفقون على جزر الكناري بحوالي 70 في المئة في إبريل/ نيسان الماضي مقارنة بالأرقام المسجلة في فبراير/ شباط الماضي، وفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة الإسبانية في الفترة الأخيرة.
وتسعى إسبانيا إلى إدراج “الهجرة غير الشرعية” بين التهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة الجنوبية لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو) أثناء القمة التي من المقرر أن يعقدها التحالف في 29-30 يونيو/ حزيران الجاري.
وعلى مدار السنوات الماضية، حاول آلاف المهاجرين التسلل عبر الحدود المغربية إلى جيبي مليلية وسبتة.
وعلى ضوء ذلك، أقيمت سياجات مدعومة بأسلاك شائكة على أطراف المنطقتين، كما تستخدم السلطات على الحدود كاميرات وأبراج مراقبة.