أشار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اجتماع حكومي حول الطاقة، إلى أن أوروبا تفرض العقوبات التي تطال سوق النفط والغاز لأسباب سياسية مطلقة وتحت ضغط من الولايات المتحدة.
وقال بوتين خلال الاجتماع، الذي عقد اليوم الثلاثاء: “اليوم نرى ذلك لأسباب سياسية مطلقة وبسبب طموحاتهم وتحت ضغط من الحاكم الأمريكي، تفرض الدول الأوروبية المزيد والمزيد من العقوبات الجديدة على أسواق النفط والغاز”.
وحذر الرئيس الروسي من ارتفاع معدلات التضخم في أوروبا بسبب العقوبات التي يتم فرضها في قطاع النفط والغاز، وقال في الاجتماع: “كل هذا يؤدي إلى التضخم، وفي الغرب بدلا من الاعتراف بأخطائهم فإنهم يبحثون عن المذنبين مع بعضهم البعض”.
وأشار إلى أن السياسيين في الغرب استهانوا بأهمية مصادر الطاقة التقليدية الأمر الذي كان له انعكاسات سلبية، وقال إن “السياسيين في الغرب تكهنوا بالقلق الطبيعي للناس بشأن حالة المناخ، مستهينين بأهمية الطاقة التقليدية”.
واعتبر بوتين أن السياسة غير المدروسة للغرب هي السبب الرئيسي للمشاكل في قطاع الطاقة العالمي، وكدليل على ذلك أشار إلى إجراءات اتخذتها الدول الغربية، إذ لم يتم تخصيص الأراضي اللازمة للمشاريع الجديدة، كما تم الحد من فرص تطوير قطاع النقل، كذلك تم العمل على خلق مشاكل في الشحن وغيرها من المجالات “الضرورية لضمان الاستثمار في صناعة (الطاقة) في الوقت المناسب وبالقدر المناسب”.
ووفقا للرئيس الروسي فإن هذه الدول “تجاهلت لعقود مخاوف روسيا في مجال ضمان أمنها، وشجعت بكل طريقة ممكنة العناصر القومية والفاشية الجديدة في قيادة كييف، وتعاملت بازدراء مع المشكلات التي كانت تتطور في جنوب شرق أوكرانيا”.
كذلك أشار إلى الغرب بالواقع ساهم خلال ثماني سنوات في استمرار الأعمال العدائية (في دونباس) والتي بدأها نظام كييف قبل ثماني سنوات.
وبعد إطلاق روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لدواعي أمنية، والتي جاءت بعد أن تجاهل الغرب تقديم ضمانات أمنية لها، فرضت الدول الغربية عدة حزم من العقوبات على موسكو، والتي طالت قطاعات اقتصادية وشركات وأفراد في روسيا.
وفي 8 مارس الماضي، حظرت الولايات المتحدة على الأمريكيين واردات الطاقة من روسيا والاستثمار الجديد في قطاع الطاقة الروسي. وبعد واشنطن أعلنت لندن عزمها على التخلص التدريجي من الهيدروكربونات الروسية.
من جهتها حذرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، في وقت سابق، من اعتماد الاتحاد الأوروبي إجراء مماثل (حظر النفط والغاز الروسي) إذ أن روسيا تمثل حوالي 40% من واردات الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي، وحوالي ثلث واردات النفط الخام.
وفي الوقت الراهن تشهد الدول الأوروبية انقساما حول حظر النفط الروسي، وذلك في إطار الحزمة السادسة من العقوبات، وخاصة تعارض الخطوة هنغاريا خوفا من التداعيات الاقتصادية للخطوة.