قررت كوريا الجنوبية الانضمام إلى الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP)، التي تضم 11 دولة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وأفادت الحكومة الكورية الجنوبية بأنها تخطط للتقدم بطلب الانضمام إلى الاتفاقية قبل انتهاء ولاية الرئيس، مون جيه إن، في 9 مايو، كما أنه من المتوقع أن تجري الحكومة القادمة للرئيس الجديد المنتخب، يون سيوك يول، المفاوضات بخصوص عضوية البلاد في تلك الاتفاقية، والتي من المتوقع أن تستغرق سنة واحدة على الأقل، وفق وكالة “يونهاب”.
هذا وأوضحت وزارة التجارة الكورية الجنوبية قائلة: “استعرضت الحكومة بعناية الانضمام إلى الاتفاقية على مدى السنوات الثماني الماضية، واتخذت قرارا للانضمام إليها بعد النظر في قيمها الاقتصادية والاستراتيجية”، حيث أنه في أواخر العام الماضي، بدأت البلاد إجراءات الانضمام إلى الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP).
وقال وزير التجارة يو هان كو: “إن الانضمام المرتقب إلى الاتفاقية مهم لأنه سيساعدنا على الاستجابة بشكل أفضل للظروف العالمية المتغيرة بسرعة وضمان سلاسل التوريد المستقرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”، إذ أنه تم إطلاق الاتفاقية في ديسمبر 2018، من قبل 11 دولة، بما في ذلك اليابان وأستراليا وكندا ونيوزيلندا والمكسيك.
من جهته، قدر معهد كوريا للسياسة الاقتصادية الدولية الذي تديره الدولة أن الانضمام إلى الاتفاقية سيعزز التجارة والاستثمار لكوريا الجنوبية، مما يزيد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 0.33 و0.35%.
وعارض المزارعون والصيادون هذه الخطوة، مشيرين إلى أضرارها المحتملة على قطاعي الزراعة وصيد الأسماك في كوريا الجنوبية.
كما أنه من المرجح أن يؤدي الانضمام إلى انخفاض الإنتاج في القطاع الزراعي بما يصل إلى 440 مليار وون (358.01 مليون دولار أمريكي) سنويا لمدة 15 عامًا قادمة، بالإضافة إلى أن النمو المتوقع في واردات مصايد الأسماك سيقلل أيضا من الإنتاج المحلي بقيمة تصل إلى 72.4 مليار وون في السنة، وفق ما نقلت “يونهاب” عن تقديرات حكومية.
هذا وشددت الحكومة الكورية الجنوبية على أنها “ستبذل جهودا لاستيعاب دعوات القطاعات التي يحتمل أن تتأثر بالاتفاقية قدر الإمكان في مفاوضاتها، ووضع تدابير دعم ذات صلة عند الحاجة”، فيما أكدت وزارة التجارة أن “الانضمام إلى الاتفاقية لا يعني أن كوريا الجنوبية سترفع الحظر المفروض على الواردات من المأكولات البحرية من منطقة فوكوشيما اليابانية”.
تجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية “CPTPP” هي النسخة المعاد التفاوض عليها من الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP) التي قادتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، حيث سحب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بلاده من الشراكة في عام 2017، بينما استحوذت الدول الأعضاء على حوالي 15% من إجمالي حجم التجارة العالمي البالغ 5.2 تريليون دولار أمريكي اعتبارا من عام 2020، وفقا لبيانات حكومية.