أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن قرار تسعير الغاز الروسي بالروبل لم يتخذ من أجل “تأديب” الغرب بل حرصا من روسيا على عدم خسارة الدولارات واليورو بسبب العقوبات الغربية.
وفي مقابلة مع برنامج “موسكو. الكرملين. بوتين” بثتها قناة “روسيا 1” التلفزيونية، اليوم الأحد، ذكر بيسكوف أن الدول الغربية ستدفع ثمن الغاز الروسي المورد لها في اليورو وفقا لما نصت عليها الاتفاقيات المبرمة بينها وبين موسكو، لكن الجهة البائعة وهي شركة “غازبروم” الروسية ستتلقى المدفوعات النهائية بالعملة الروسية بعد شراء الروبلات مقابل اليورو.
وأعرب بيسكوف عن قناعته التامة بأن المبدأ المذكور سيتم تطبيقه على مجموعات أخرى من البضائع التي تصدرها روسيا للدول الأجنبية، الأمر الذي سيقود إلى توسع دور هذا النظام في علاقات روسيا التجارية مع سائر العالم.
ووافق المتحدث باسم الكرملين على أن الهدف من انتقال موسكو إلى تسعير الغاز الروسي بالروبل هو تأمين التجارة الروسية وليس “تأديب” دول ما، موضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الذي طرح فكرة إنشاء آلية للوقاية من المخاطر المحدقة بالاحتياطي الوطني من الدولارات واليورو، وذلك على خلفية تراجع الثقة المتزايد في العملات الاحتياطية، “كي لا يحاول أحد سرقتنا من جديد”.
وأشار بيسكوف إلى أن الشركات الأوروبية لن تواجه صعوبات في فتح حسابات بالروبل من أجل دفع ثمن الغاز الروسي، موضحا أن روسيا مهتمة بالحفاظ على سمعتها كمورد موثوق به للغاز الطبيعي ولن تتخذ أي خطوات من شأنها أن تضر بسمعتها هذه.
وفي تعليقه على احتمال رفض مشتري الغاز فتح حسابات بالروبل، ذكر بيسكوف أن ذلك سيكون “أمرا يتعارض مع المرسوم الذي وقعه الرئيس بوتين”، مع أنه أكد أن التوريدات التي تأتي بعد 1 أبريل سيتم دفع ثمنها “أواخر هذا الشهر أو في بداية شهر مايو، وبالتالي “ما زال هناك وقت”.
وقال بيسكوف إن “مهرجان العقوبات” المفروضة ضد روسيا نظم على حساب الأوروبيين، “وعادة ما تكون واشنطن هي التي تصدر الفاتورة”.
وقال بيسكوف ردا على سؤال عن إمكانية وقف توريدات الغاز في حال رفض الدول الأوروبية قبول قواعد الدفع الجديدة، إن إقدام الدول الأوروبية على خنق اقتصاداتها سعيا وراء “مصالح سياسية زائلة” سيكون أمرا غير منطقي وسخيفا، مضيفا أن روسيا تعول على عقلانية الأطراف التي تشتري الغاز الروسي