بوتين: قررنا الاعتراف بسيادة دونيتسك ولوغانسك فورا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قراره الاعتراف بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين في عام 2014 من طرف واحد بشرق أوكرانيا.

وقال بوتين في كلمة موجهة إلى الشعب الروسي، يوم الاثنين، إن “الوضع في دونباس بات يتسم بطابع حاد وخطير من جديد، وأتوجه إليكم ليس فقط لإعطاء تقييماتنا لما يحدث، بل وإطلاعكم على القرارات المتخذة والخطوات المحتملة اللاحقة على هذا الاتجاه”.

وأشار بوتين إلى أن “أوكرانيا بالنسبة لنا ليست بلادا مجاورة عادية، بل هي جزء لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا ومجالنا الروحي”.

بوتين: أوكرانيا المعاصرة أسستها روسيا

وتحدث بوتين عن تاريخ ظهور الدولة الأوكرانية، مشيرا إلى أن “أوكرانيا المعاصرة أسستها بشكل كامل روسيا، وتحديدا روسيا البولشفية والشيوعية. وهذا بدأ بعد ثورة 1917″، مضيفا أن الزعيم السوفيتي فلاديمير لينين قام بذلك عن طرق “فصل أجزاء من الأراضي الروسية التاريخية دون أن يسأل رأي ملايين الناس الذين كانوا يقطنوها”.

وتابع أن جوزيف ستالين ضم لأوكرانيا بعض الأراضي التي كانت تابعة لبولندا ورومانيا وهنغاريا سابقا، وفي عام 1954 قام نيكيتا خروشوف بفصل شبه جزيرة القرم عن روسيا وأهداها لأوكرانيا.إقرأ المزيدبوتين يوقع مرسومين للاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا

وأشار إلى أن السلطات البولشفية كانت مستعدة لتقديم أي تنازلات للقوميين، حتى “أكثر مما كان يحلم الأخيرون به”.

وأضاف أن فلاديمير لينين هو “مؤسس” أوكرانيا، وأن هذا “تؤكده الوثائق الأرشيفية، بما فيها التعليمات الخاصة بدونباس التي تم دمجها بأوكرانيا بالقوة تقريبا”.

وتابع بوتين: “إذا كانت أوكرانيا التي أسسها البولشفيون تريد التخلص من الإرث الشيوعي”، فإن روسيا موافقة على ذلك.

وأشار إلى أن قيادة الحزب الشيوعي ارتكبت العديد من الأخطاء التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي، وأن حق الجمهوريات في مغادرة الاتحاد كان بمثابة “القنبلة الموقوتة” تحت الدولة الروسية التي كانت تسمى الاتحاد السوفيتي آنذاك.

وأكد بوتين أنه على الرغم من تفكك البلاد، والخدعة ونهب روسيا، اعترف الشعب الروسي باستقلال جميع الدول، وأن روسيا كانت تتعاون مع أوكرانيا بشكل نزيه، ومع احترام مصالحها، وأن حجم واردات الميزانية الأوكرانية من مختلف المساعدات الروسية في الفترة بين 1991 و2013 يقدر بـ 250 مليار دولار.

بوتين: القوميون المتطرفون استفادوا من تآكل مؤسسات الدولة الأوكرانية في 2014

وأكد بوتين أن القوميين المتطرفين استفادوا من تآكل مؤسسات الدولة في أوكرانيا بسبب الفساد، وقفزوا على الاحتجاجات في عام 2014، وقادوا الأمور إلى “الانقلاب”، مشيرا إلى أن الاحتجاجات في ميدان الاستقلال بوسط كييف كانت مدعومة من قبل الغرب، وأن الحكومة الأمريكية خصصت مليون دولار يوميا لدعم الاحتجاجات.

وأشار إلى أن روسيا قامت بكل ما في وسعها من أجل الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا، وكانت تصر على تنفيذ اتفاقيات مينسك، لكن ذلك لم يؤد إلى نتيجة.

وتابع أن “رغم تغير الرؤساء ونواب البرلمان الأوكراني، لم يتغير الطابع القومي العدواني للنظام الذي استولى على السلطة في كييف، الذي يعتبر امتدادات لانقلاب عام 2014”.

وأشار إلى أن القوميين الذين استولوا على السلطة في أوكرانيا آنذاك نظموا موجة من الإرهاب والاغتيالات ولم يعاقبوا على جرائمهم حتى الآن، مؤكدا أن روسيا ستعمل كل ما في وسعها لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم، وخاصة مأساة أوديسا في مايو 2014.

وشدد على أن حكام أوكرانيا يتحدثون عن عدم رغبتهم في تنفيذ اتفاقيات مينسك، وغير معنيون بالحل السلمي، بل بالعكس “يحاولون شن حرب سريعة في دونباس مثلما كان الأمر في 2014 و2015”.

وأضاف أن القصف يستمر في دونباس كل يوم، وقتل المدنيين لم يتوقف، وأن “نحو 4 ملايين شخص يتعرضون للإبادة الجماعية كل يوم”، وأن الغرب يتغاضى عن ذلك كأنه لم يحدث.

بوتين: انضمام أوكرانيا إلى الناتو خطر مباشر على روسيا

وأكد بوتين أن سياسات السلطات الأوكرانية تقودها إلى فقدان سيادتها بالكامل والانتقال إلى الإدارة من الخارج.

وشدد بوتين على أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو يمثل”خطرا مباشرا” على أمن روسيا، مشيرا إلى أن هناك أسسا للاعتقاد بأن عضوية أوكرانيا في الناتو مستقبلا “مسألة محسومة”.

وأكد أن من حق كل دولة أن تدخل في تحالفات عسكرية، ولكن لا يمكن تعزيز أمن جهة واحدة على حساب أمن الدول الأخرى.

وأشار إلى أن أنظمة إدارة القوات الأوكرانية أصبحت متكاملة مع أنظمة الناتو، وأن الحلف قد بدأ بالانتشار في الأراضي الأوكرانية.

وأشار إلى أن الناتو يتجاهل مباعث القلق الروسية، ولا يعتزم الاهتمام بها، ومؤكدا أن موسكو لن توافق على ذلك.

وأعاد بوتين إلى الأذهان أن سكان القرم وسيفاستوبول رفضوا في عام 2014 نشر البنية التحتية العسكرية للناتو في القرم، مشيرا إلى أن لدى روسيا أدلة على أن أوكرانيا تقوم بأعمال عدائية ضد القرم بدعم من الاستخبارات الغربية.

ولفت إلى أن تصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن السلاح النووي ليست “كلاما فارغا”، وأنه سيكون بالنسبة لأوكرانيا من الأسهل تطوير الأسلحة النووية بالمقارنة مع الدول الأخرى، وأنه في حال ظهوره لدى أوكرانيا ستتغير الأوضاع جذريا، وليس بإمكان روسيا أن تترك ذلك دون رد.

وأشار إلى أن الناتو يعتبر روسيا خصمه الرئيسي، وأن أوكرانيا “ستصبح بمثابة رأس الجسر” للهجوم على روسيا، وأنه في حال نشر رادارات على الأراضي الأوكرانية سيكون بإمكانها مراقبة الأراضي الروسية حتى منطقة الأورال.

وأكد أن هدف الغرب “ردع تطور روسيا”، وسببه “مجرد وجود” روسيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تحاول تقديم روسيا كـ”عدو” لها لأنها لا تريد أن يكون هناك مثل هذا البلد الكبير.

وشدد بوتين على أنه “من حق روسيا اتخاذ إجراءات لضمان أمنها، وهي ستقوم بذلك”، مؤكدا أن روسيا “لن تتنازل أبدا عن سيادتها الوطنية وقيمها”.