يلتقي وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأحد، في روما نظيره الإسرائيلي يائير لابيد في أول اتصال مباشر بين الحكومة الأميركية والائتلاف الحاكم في الدولة العبرية.
ويتوجه لابيد مهندس التحالف الذي أنهى عهد بنيامين نتنياهو، ويفترض أن يصبح رئيسا للوزراء في وقت لاحق، إلى روما لإجراء محادثات مع بلينكن الذي من المقرر أن يصل إلى العاصمة الإيطالية الأحد في إطار زيارة لثلاث دول أوروبية.
ويأتي هذا اللقاء بينما تجري مفاوضات تهدف إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الموقع في 2015 في فيينا بشأن إيران وانسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بقرار أحادي بعد ثلاث سنوات.
وتعارض إسرائيل الاتفاق الذي أجبر طهران على تقليص برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية. لكن السلطات الإيرانية تراجعت عن التزامات محددة بعد الانسحاب الأميركي.
وقرر الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن التفاوض على عودة بلاده إلى الاتفاق.
من جهة أخرى، يريد بايدن وبلينكن الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في 21 مايو بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسلحة التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.
وأبرمت هذه الهدنة بعد قتال استمر 11 يوما وكان الأسوأ منذ 2014. وقد أدى إلى سقوط 260 قتيلا في الجانب الفلسطيني و13 في الجانب الإسرائيلي، حسب مصادر محلية. وأثار تصعيد العنف انتقادات شديدة على الصعيد الدولي.
واتهم يائير لابيد الذي أصبح وزيرا للخارجية في إسرائيل في 13يونيو مع القومي نفتالي بينيت كرئيس للوزراء، نتنياهو بتعريض الدعم الثابت للولايات المتحدة للخطر من خلال الوقوف وراء الحزب الجمهوري لدونالد ترمب.
وترى الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تسعى إلى إقامة علاقة سليمة مع حليفتها التاريخية الكبرى، أن إيران تمثل تهديدا كبيرا لإسرائيل وشنت ضربات على غزة.
لكنه تعهد بإعطاء الأولوية لتحالفه مع واشنطن ومحاولة التكتم بشأن خلافاتهما.
إعادة العلاقات مع الحلفاء
وتعهد لابيد في منتصف يونيو بتحسين الحوار مع الحزب الديمقراطي الأميركي والدول الأوروبية ووصف هذه العلاقات على التوالي بأنها “خطيرة” و”عدائية” في عهد بنيامين نتنياهو.
ورد رئيس الوزراء السابق الذي قاد إسرائيل منذ ربيع 2009، بتسجيل فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وصف فيه الحكومة الجديدة بأنها “خطيرة جدا”.
ومع استمرار الخلافات في إسرائيل بعد أعمال العنف في مايو، يحكم تحالف متنوع الدولة العبرية بينما يستمر عدم اليقين على المستوى السياسي في السلطة الفلسطينية، أوضح فريق بايدن أنه لا يسعى إلى وضع مبادرات للسلام في الشرق الأوسط بتسرع.
وقال بلينكن في باريس إن الأولوية العاجلة هي معرفة كيفية إرسال مساعدات إنسانية وإعادة إعمار قطاع غزة الجيب الفقير جدا والمكتظ بالسكان.
وقال بلينكن بالفرنسية إنه يأمل في ظهور “ظروف قد تسمح بإعادة إطلاق عملية السلام وإقامة دولتين، إسرائيل وفلسطين”. وأضاف “اليوم أعتقد أن الظروف ليست متوفرة وعلينا أن نعمل على ذلك. وهذا ما سنفعله”.
وأضاف أن العنصر المهم الآخر هو “تجنب الاستفزازات في الأيام والأسابيع والأشهر القادمة ونقاط الاشتباك التي يمكن أن تطلق العنف من جديد، ثم العمل على خلق مزيد من الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وكرر أن إدارة بايدن تخطط للسماح لمنظمة التحرير الفلسطينية بإعادة فتح مكاتبها في واشنطن. وأمر ترمب بهذا الإغلاق لإرضاء السلطات الإسرائيلية.
وتريد إدارة بايدن أن تكون أقل انخراطًا في بعض النزاعات في الشرق الأوسط وأن تسد الهوة التي نشأت خلال رئاسة ترمب مع الحلفاء الأوروبيين، لتتمكن من التركيز بشكل أفضل على استراتيجيتها طويلة الأمد بشأن الصين.
وسيلتقي بلينكن خلال توقفه لثلاثة أيام في إيطاليا البابا فرنسيس الاثنين. ومن المقرر أن يشارك أيضا في اجتماعات مجموعة العشرين والتحالف الذي يقاتل تنظيم داعش.