أوردت وسائل إعلام إسبانية أنباء عما اعتبرته بداية العد العكسي لحكومة بيدرو سانشيز، وعلى الخصوص وزيرة الخارجية، أرانشا غونزاليز لايا، حيث من المرجح، وفقا للمصادر، أن تتم إقالتها، خلال تعديل حكومي يرتقب إجراؤه منتصف يوليو، لاسيما بعد الحرج الكبير الذي تسببت فيه لمدريد، على خلفية تدبيرها للأزمة التي اندلعت مع المغرب منذ استقبال إسبانيا لزعيم تنظيم بوليساريو الانفصالي إبراهيم غالي، نهاية أبريل الماضي.
وفيما يرتقب أن تنهي إقالة لايا الأزمة غير المسبوقة بين الرباط ومدريد، بحسب مراقبين، فإن وسائل إعلام إسبانية رجحت أن تتم إقالة وزراء آخرين مثل وزير الصناعة، وذلك لجعل التعديل الحكومي يبدو “طبيعيا”، وغير ذي صلة بالأزمة المستمرة بين الجارين المتوسطيين.
ومن المرجح أن الأشهر القادمة ستحمل لا محالة تعديلا حكوميا، يشتمل على إقالة وزيرة الخارجية الإسبانية، فيما اعتبرته إدارة سيئة لها للأزمة مع المغرب، وهو ما يطرح اسميْ كل من لويس بلاناس، وزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية، وخوسيه مانويل ألباريس، السفير الإسباني في فرنسا، لخلافة لايا، تزامنا مع البروز القوي لتأثير تيودور غارسيا إيجيا، الأمين العام للحزب الشعبي الإسباني المعارض، خصوصا وأنه كان قد دعا إلى إقالة الوزيرة لايا غونزاليس، منذ أن بدأ التوتر بين مدريد والرباط، ما رجح بحسب مصادر إسبانية خلافته لها بعد إقالتها.
تغيير الخطة
التعديل الحكومي المرتقب، يُنتظر منه استعادة مناخ الثقة بين الرباط ومدريد، والذي ضاع بسبب الوزيرة لايا، حيث أن سانشيز يمكن أن يعين لايا وزيرة للتجارة بسبب خبرتها في التجارة الدولية، والتي دامت لأكثر من 15 عاما، فيما شغل وزير الزراعة الحالي منصب سفير في الرباط منذ العام 2004، إلى العام 2010.
مراقبين إسبان يرون أن وزير الزارعة هو الأنسب لمنصب وزير الخارجية، خصوصا في هذا التوقيت، بسبب معرفته الدقيقة بالمغرب وسياسته، حيث كان قد أدار العديد من الملفات الحساسة حينما كان سفيرا في الرباط.
وفيما قاربت الأزمة بين الجارين على إكمال الشهرين من عمرها، تستعد لايا نقلا عن مصادر دبلوماسية لجمع حقائبها، خصوصا وأن تواجدها على رأس وزارة الخارجية يكرس مناخ انعدام الثقة بين البلدين، تزامنا مع توالي سلسلة الردود المتعاكسة بين البلدين، لاسيما بعد أن أعلنت مدريد عن نيتها ضم مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين إلى منطقة شنغن الأوروبية.
مناورات سانشيز
ويقول الباحث المختص في الشؤون الإسبانية، محمد الروين، إن “سانشيز معروف بكونه مناور ولا يكشف عن أسراره إلا في آخر لحظة”، مشيرا إلى “تصريحه والذي أكد فيه أن أولوية حكومته هي مواجهة أزمة كوفيد-19، وذلك لدى رده على سؤال بخصوص التعديل الحكومي المرتقب، على خلفية الأزمة مع المغرب”.
وأكد الروين، أن “وسائل الإعلام الإسبانية تتحدث عن تغيير حكومي مرتقب قبل شهر غشت، وذلك لسحب البساط من تحت الحزب الشعبي الذي ينتقد بشدة ملف تدبير الأزمة مع المغرب، لأسباب انتخابية”.
وأضاف أن “سانشيز قد يحاول أن يُخرج بلاده من الأزمة مع المغرب بأقل كلفة، باعتبار أن التغيير الحكومي المرتقب هو كسابقه، عندما غادر وزير الصحة الحكومة ليشارك في انتخابات كتالونيا”، منبها إلى أنه “حتى وإن كان هناك تغيير حكومي فهو سيغير المواقع فقط، في إيحاء بأنه لم يفعل ذلك تحت الضغط من طرف المغرب”.
ولفت المتحدث إلى أن “أمر التغيير الحكومي وارد، لكن الأولوية الآن هي لترتيب الحوار بخصوص ملف انفصال كتالونيا، تزامنا مع مغادرة الانفصاليين التسعة للسجن بعفو وزاري خلال الأيام الماضية، في خطوة اعتبرتها بعض الأوساط انتصارا لسانشيز”، منبها إلى أن “الصورة التي جمعت الملك فيليبي السادس وأراغونيز، رئيس الحكومة الجهوية لكتالونيا، قد تكون مقدمة لحل مشكلة كتالونيا، وتعزز من رصيد سانشيز وحزبه