عملية رفح : من يعرقل جهود الهدنة الإنسانية؟

جهود دءوبة وحثيثة يسعى أطرافها كافة لوقف نزيف دماء الفلسطينيين من المدنيين الأبرياء وإعادة إحياء القضية المركزية عربيا، والأعين كافة تتجه صوب نحو مليوني نازح في رفح جنوبي قطاع غزة إثر اعتزام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القيام بعملية برية مما يهدد تبعات انسانية كارثية.

وبينما هو الوضع هكذا لا يفكر قادة حماس سوى بالمكتسبات وحسب، فلم يكتفوا بالتربح من المساعدات التي تدخل القطاع المنكوب عبر بيعها، ولم يخجل قادتهم الفارين خارج الأراضي الفلسطينية من اتخاذ العزل دروعا بشرية من أجل أهدافهم ومصالحهم الخاصة، بل بات جوابهم لوسطاء الهدنة “نريدها حربا شاملة لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا جواب لنا سوى الانصياع الكامل لما يمليه خامنئي وتلقنه طهران.

أما على الأرض فالوضع كما وصفه الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان كارثي وهش للغاية؛ وبينما تقوم إسرائيل وسط ضغوطات دولية بتهيئة ممرات آمنة للفلسطينيين بمخيمات جنوب القطاع، أفادت مصادر البيان من رفح بأن حماس أصدرت تعليماتها للقاطنين هناك بعدم التحرك والعودة لمنازلهم، والمحصلة إذن أن إيران ووكيلها حماس تريدان كارثة على حساب الأبرياء والقضية الفلسطينية لصالح أسئلة اليوم التالي للحرب وحماس باتت تقول إما أنا أو لا أحد.

وفي تصريحات أخيرة لقادة فتح تجاه حماس قائلين “إن من تسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة لا يحق له تحديد أولويات الشعب”، ثم اتهمت حماس بأنها “تقدم لإسرائيل التنازلات تلو التنازلات خلال المفاوضات.. بهدف ضمان الأمن الشخصي لقيادتها”.

وهناك غضب داخلي من قادة الفصائل الفلسطينية الذين يرون أن قيادات حماس منفصلة عن الواقع ولا يحق لها إملاء الاولويات الوطنية، إذ لم يشعروا حتى هذه اللحظة بحجم الكارثة التي يعيشها شعب فلسطين المظلوم في قطاع غزة وفي باقي الأراضي الفلسطينية. كما اتهموا قيادات حركة حماس بأنها هربت وعائلاتها وتركت الشعب الفلسطيني يواجه حرب الإبادة الوحشية دون أي حماية.