أعلن المجلس الرئاسي الليبي أنه حدد الشهر المقبل إطارا زمنيا للمصالحة الوطنية وتأسيس هيئة خاصة بها، في حين أكدت الجزائر على ضرورة استكمال مسار الحل السياسي في ليبيا.
فقد قالت الناطقة باسم المجلس الرئاسي نجوى وهيبة -أمس الأحد، في مؤتمر صحفي- إن الشهر المقبل سيشهد أيضا تأسيس المفوضية العليا للمصالحة.
وأضافت أن الفترة المقبلة ستشهد حراكا غير مسبوق للمصالحة، تشارك فيه كافة الأطياف والمكونات الاجتماعية. وفي هذا الإطار، أشارت المتحدثة الليبية إلى أن ملتقيات بشأن المصالحة الوطنية ستنطلق بداية من اليوم الاثنين، وسيكون أولها ملتقى المسار القانوني الذي سيضم خبراء قانونين وممارسين في مجال المصالحة وأكاديميين من كافة مناطق ليبيا.
وأوضحت أن هذا الملتقى سيضبط مفاهيم وملامح عمل المفوضية العليا للمصالحة، وستليه ملتقيات القادة من الشباب والنساء، والقادة الدينيين، والمجالس البلدية، واللجان الاجتماعية، وعمداء البلديات، وكذلك المجتمع المدني والأكاديميين. وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، أكدا مرارا منذ توليهما منصبيهما منتصف مارس/آذار الماضي، على ضرورة إرساء مصالحة وطنية شاملة ونبذ الصراعات المسلحة، كما تعهدا بالعمل على إنجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
المسار السياسي في ليبيا
في الأثناء، قالت الرئاسة الجزائرية -أمس الأحد- إن زيارة رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة للجزائر، التي بدأها السبت، مثلت فرصة لتأكيد دور الجزائر في تعزيز المصالحة الليبية، واستكمال مسار الحل السياسي باعتباره السبيل الوحيد الكفيل بضمان سيادة الدولة الليبية ووحدتها الترابية.
وخلال لقائه الدبيبة في قصر المرادية بالعاصمة الجزائر، أبدى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون استعداد بلاده لتقديم الدعم الفني لمساعدة وزارة الداخلية الليبية في دعم خطة تأمين العملية
الانتخابية المقبلة. من جهتها، قالت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش إن سلطات بلادها تراهن على استعادة الجزائر وليبيا علاقاتهما لفتح صفحة جديدة على الصعيد الاقتصادي. وجاء تصريح المنقوش على هامش افتتاح معرض المنتجات الموجهة للتصدير إلى ليبيا، بمشاركة الوزير الأول الجزائري عبد العزيز جراد ونظيره الليبي عبد الحميد الدبيبة ووفدين حكوميين رفيعين من البلدين. وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي التقى بالعاصمة التونسية الرئيس قيس سعيد، وذلك في إطار زيارة بدأها السبت وتدوم 3 أيام.
وأكد المنفي في مؤتمر صحفي مشترك مع سعيد على ضرورة التعاون الأمني بين البلدين خلال الفترة الانتقالية وخروج ليبيا من الفوضى. من جهته، أكد سعيد على وجود إرادة قوية ثابتة لاستكمال المسار الذي بدأ بعد تولي القيادة الجديدة في ليبيا. بدورها، أعلنت السفارة الأميركية في ليبيا -أمس الأحد- أن المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند التقى في تونس -السبت- رئيس المجلس الرئاسي الليبي. وتأتي زيارة المنفي إلى تونس بعد أسبوع من زيارة رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي إلى طرابلس.