لم يعد هناك خيار أمام السلطات العراقية سوى تمديد الحظر الجزئي في أنحاء البلاد، مع ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في الآونة الأخيرة، كما تقول، لكن خبراء يرون عدم جدوى هذا الحظر، كونه يتم في ساعات لا تشهد ازدحاما.
وقررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية في العراق، والتي يرئسها رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، تمديد العمل بالحظر الجزئي، الذي يمتد من الساعة 9 مساءا ولغاية الساعة 5 صباحا، لمواجهة استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد. وكانت السلطات العراقية قد قررت، في أول أيام عيد الفطر، يوم 13 مايو الجاري، إلغاء العمل بحظر التجول الشامل، طيلة أيام العيد وعلى مدى 10 أيام من 12 إلى 22 مايو، والذي كانت قد أعلنت عنه قبل العيد.
التذمر الشعبي
لكن مع اتساع رقعة التذمر الشعبي من القرار، خففت السلطات الحظر ليصبح جزئيا، أي من الساعة 9 مساء إلى الساعة 5 صباحا، في كافة أيام الأسبوع.
ويتضمن قرار الحظر الجزئي الذي مدد العمل به، السماح بفتح المجمعات التجارية والمطاعم والمقاهي، من الصباح وحتى ساعات المساء الأولى، مع الابقاء على قاعات الأفراح والأعراس، ودور السينما والمسابح مغلقة .
وشددت السلطات على ضرورة التقيد بتطبيق الاجراءات الاحترازية، من ارتداء الكمامات ومراعاة التباعد الاجتماعي، مع تغريم المخالفين.
وكانت خلية الأزمة البرلمانية، قد طرحت توصية، برفع الحظر الجزئي في البلاد على مرحلتين، تنص الأولى على تقليص ساعات الحظر الجزئي من 12 بعد منتصف الليل حتى الخامسة صباحا، وتوصي الثانية بإلغاء الحظر كليا حين استقرار الإصابات اليومية، عند معدل ألفي إصابة وأقل.
لكن استمرار تسجيل آلاف حالات الإصابة يوميا وعشرات الوفيات، يحول دون تطبيق، توصية خلية الأزمة في البرلمان، كما تقول مصادر حكومية.
لا جدوى من الحظر
ويرى الطبيب زامو بختيار “أن الحظر الجزئي كعدمه، كونه يغطي في جله ساعات الليل المتأخرة، التي هي في الأساس لا تشهد ازدحاما، حيث تكاد تكون الأماكن العامة شبه خالية من الناس”.
ويتابع :”الأهم من فرض الحظر الجزئي، والذي تتخلله خروقات كبيرة له كما نعلم، هو اعتماد منهجية لتوعية الناس بمخاطر الفيروس الفتاك، بطريقة مبسطة ومرنة، بعيدا عن التهويل والتهوين، وتعريفهم بطرق الوقاية الصحية الذاتية، التي هي ستقود في المحصلة، لتبلور الوقاية المجتمعية العامة ضد الوباء”.
ويعد العراق من ضمن الدول العربية الأعلى في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، حيث تقارب الحصيلة، مليون و200 ألف إصابة، بينما زاد عدد الوفيات على 16 ألفا