التدخل البري في غزة.. إسرائيل تفكر مرتين

كانت كل المؤشرات تشير إلى أن الهجوم البري الإسرائيلي في غزة سيبدأ الجمعة أو السبت الماضي، بعد تحديد الجمعة كموعد نهائي للإجلاء.

وبدأت طبول الغزو تٌقرع صباح يومي الأحد والاثنين، ومهّدت القوات الجوية الطريق بموجات من القصف المدمر، ومع ذلك، فقد وصلنا إلى يوم الثلاثاء ولم يبدأ الهجوم البري المتوقع.

ووفقا لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، يبدو أن هناك عددًا من العوامل قد تسببت في التأخير، لكن مصادر ذكرت للصحيفة في تقرير نشرته، اليوم الثلاثاء، إن “أحد العوامل التي تثير قلق الجيش الإسرائيلي هو أن “حزب الله” اللبناني ينتظر اللحظة التي تكون فيها معظم القوات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي جاهزة للزحف البري على غزة ليفتح جبهة كاملة مع الجيش الإسرائيلي في الشمال”.

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن عدم مشاركة حزب الله في بداية الحرب وخفض وتيرة هجماته على إسرائيل، هي جزء من تزييف متقن لإغراء إسرائيل بالأمن، على غرار ما فعلته حماس في الجنوب.

ما يؤجج هذه المخاوف، هو تشكك المخابرات الإسرائيلية والقيادة السياسية بشأن تقييماتهم لنوايا “العدو” بعد فشلهم في التحرك لمواجهة حماس في الجنوب.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك اعترافا عميقا داخل الجيش الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي، بأن الجيش لم يشن عملية كهذه منذ عقود، وأن التسرع في التدخل دون استعداد، لمجرد إشباع تعطش السكان للانتقام بشكل أسرع، يمكن أن يكون خطأً كبيرًا.

وخير مثال على وجهة النظر هذه، الغزو البري في حرب لبنان الثانية عام 2006، والتي كانت عبارة عن فوضى كاملة، على الرغم من نجاعة ضربات القوة الجوية.

وبعبارة أخرى، فرغم كل “جولات” الصراع العديدة، لا ينبغي للجيش الإسرائيلي الإفراط في الثقة بشأن قدرته على القيام بعمليات غزو برية واسعة النطاق.

استراتيجية ضد حماس

وترى الصحيفة الإسرائيلية أن تحقيق “مفاجأة” استراتيجية سيكون مستحيلًا نظرًا لأن حماس هي التي بدأت هذه الحرب، ونظرا لرغبة الجيش الإسرائيلي أيضًا في تحقيق مفاجأة تكتيكية ضد حماس، فإن الأمر يتطلب قدرا كبيرا من التخطيط.

إضافة إلى ذلك، فهناك عدة عوامل أخرى للتأخير، والتي يمكن أن تشمل الضغط الأمريكي لتجنب سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين، والمخاوف الداخلية بشأن الرهائن الإسرائيليين في غزة، ومنح الفلسطينيين المزيد من الوقت للإخلاء.

وبحسب “جيروزاليم بوست” فإن إسرائيل، في الوقت الحالي، تشعر باستفادتها بقدر من الدعم العالمي، وأن لديها المزيد من الوقت للتعامل مع حماس.

وتوضح الصحيفة أنه على الرغم من الدعم العالمي الكبير الذي حصلت عليه إسرائيل، فإنه عند اللحظة التي تتضخم فيها أرقام الضحايا في غزة، والتي من المرجح أن تحدث عندما يبدأ الغزو، فستكون هناك ضغوط قوية من الولايات المتحدة والعالم لوقف الغزو البري.

كما تأكدت الصحيفة من مصادر عديدة أن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ قرارا بشأن ما سيحدث لغزة بعد أن يطيح الجيش الإسرائيلي بحماس.

المصدر: وكالات