تشير دراسة جديدة إلى أن “كوفيد-19” قد يسبب ارتفاع ضغط الدم لدى أولئك الذين لم يتأثروا بهذا الاضطراب من قبل.
وفي تحليل لبيانات متابعة لمدة ستة أشهر من أكثر من 45 ألف مصاب بـ”كوفيد-19″ وليس لديهم تاريخ من ارتفاع ضغط الدَّم، أفاد الباحثون أن 21% من الذين تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب الفيروس و11% ممن لم يدخلوا المستشفى أصيبوا لاحقا بارتفاع ضغط الدم في غضون ستة أشهر.
وبالإضافة إلى ذلك، كان الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما والرجال والبالغين السود وأولئك الذين يعانون من مجموعة من الحالات الموجودة مسبقًا أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
وحللت الدراسة، التي نشرت في مجلة Hypertension، سجلات المرضى الذين يحضرون إلى المستشفى مصابين بـ”كوفيد-19″ والإنفلونزا في منطقة برونكس في مدينة نيويورك بين عامي 2020 و2022، وهي منطقة سكانية كبيرة ومتنوعة عرقيا.
وكشف الباحثون أن 16% من الذين دخلوا المستشفى بسبب الإنفلونزا و4% ممن لم يدخلوا المستشفى بسبب الإنفلونزا، أصيبوا بارتفاع ضغط الدم.
ومع ذلك، كان لدى مرضى “كوفيد-19” نتائج أسوأ في ضغط الدم مقارنة بالمصابين الإنفلونزا.
وقال كبير الباحثين، الدكتور تيم كيو دونغ، من كلية ألبرت أينشتاين للطب: “بالنظر إلى العدد الهائل من المصابين بكوفيد-19 مقارنة بالإنفلونزا، فإن هذه الإحصائيات مثيرة للقلق، وتشير إلى أن العديد من المرضى من المحتمل أن يصابوا بارتفاع ضغط الدم في المستقبل، ما قد يمثل عبئا كبيرا على الصحة العامة”.
وأضاف: “يجب أن تزيد هذه النتائج الوعي لفحص المرضى المعرضين لخطر ارتفاع ضغط الدم بعد الإصابة بكوفيد-19 لتمكين التعرف المبكر والعلاج للمضاعفات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والكلى”.
ويتم تسجيل ضغط الدم عن طريق قياس الضغط في الأوعية الدموية عندما يضخ القلب الدم حول الجسم والضغط بين نبضات القلب، وهو ما يعرف بالضغط الانقباضي والضغط الانبساطي. ولضغط دم صحي، يجب ألا يزيد الرقمان عن 120/80.
وتشير القراءات بين 121/81 و139/89 إلى أن الفرد معرض لخطر ارتفاع ضغط الدم، في حين أن القراءة فوق 140/90 تعد ارتفاعا في ضغط الدم.
وشدد الدكتور دونغ على أن “كوفيد-19” عادة ما يكون أكثر خطورة لدى المرضى الذين يعانون أصلًا من ارتفاع ضغط الدم.
ولاحظ الباحثون أن المشاركين في الدراسة كانوا في المقام الأول من مجتمعات ذات وضع اجتماعي واقتصادي منخفض، ما قد يزيد من قابليتهم للإصابة بارتفاع ضغط الدم بعد “كوفيد-19”.
وربما ساهمت عوامل أخرى أيضا في تطور ارتفاع ضغط الدم لدى مرضى الدراسة، بما في ذلك آثار العزلة والضغط النفسي والاجتماعي وانخفاض النشاط البدني والنظام الغذائي غير الصحي وزيادة الوزن في أثناء الوباء.
وشدد الفريق على الحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان ارتفاع ضغط الدم مرتبطا بشكل أوثق بـ”كوفيد-19″. وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الآثار المحتملة على صحة القلب على المدى الطويل.
المصدر: وكالات