تركيا.. السوريون أكثر المتضررين بكورونا ومركز أبحاث ينشر أرقاما مرعبة لمن خسروا وظائفهم

أعلن مدير مركز أبحاث الهجرة والاندماج، في الجامعة التركية الألمانية، البروفيسور مراد أردوغان أن من بين المجموعات التي عانت أكثر من غيرها من الناحية الاقتصادية خلال انتشار وباء فيروس كورونا، هم اللاجئون السوريون.

وعلى صعيد العمل والوضع الاقتصادي، قال أردوغان بحسب استطلاع يرصد نسبة عمل السوريين، “يمكننا أن نرى ذلك بوضوح شديد، قبل عام كانت نسبة العاملين السوريين 38٪، لكنها هذا العام، انخفضت إلى 29٪”.

وأضاف ذلك يعني “أن قرابة ثلث العاملين فقدوا وظائفهم وأعمالهم، مشيراً إلى أن “السوريين يهتمون بكسب المال من أجل تلبية احتياجاتهم اليومية أكثر من اهتمامهم بتعرضهم لمشكلة صحية”.

وأوضح أردوغان أن بعض المؤسسات الدولية، لا سيما التابعة للأمم المتحدة، نفذت برامج دعم منوهاً “أنها ليست في وضع يمكن أن يلبي الحاجة العامة”.

قبل كورونا ليس أفضل
بينما ذكر محمد صالح علي، رئيس جمعية التضامن مع اللاجئين السوريين ومقرها إزمير، أن قسماً كبيراً من اللاجئين السوريين يحصلون على دخل يومي أو أسبوعي، “بعضهم يكسبون رزقهم من خلال جمع البلاستيك والورق أو العمل في ورش الأحذية.

وتابع “على الرغم من أنهم كانوا يتلقون أجراً زهيداً مقارنة بعملهم، قبل انتشار الوباء، إلا أنهم على الأقل كان لديهم دخل ثابت، لكن بعد انتشار كورونا وزلزال إزمير، أصبحوا في وضع صعب للغاية نتيجة توقف العمل، وإغلاق بعض الورش”، لافتاً إلى زيارة أحدهم له وقوله “اعثر على زبون لي، وأنا أبيع كليتي”، ما يعني أن الوضع سيئ للغاية.

وأكد علي “أن المساعدات التي تم تلقيها خلال هذه الفترة كانت محدودة للغاية “تلقينا 400 طرد غذائي من البلدية، ولكن ما الذي يمكن أن تفعله 400 طرد في السنة؟ قلة قليلة منهم يحصلون على كرت الهلال الأحمر التركي، والذي بالكاد يمكن أن يغطي الإيجار”.

وحول المشاكل التعليمية، ذكر البروفيسور مراد أردوغان “أن قضية التعليم هي أكبر مشكلة يعاني منها السوريون في تركيا مؤخرا “هناك 770 ألف طفل سوري مسجلين في المدارس الحكومية في تركيا”، موضحا أن البنية التحتية التكنولوجية للأسر السورية ضعيفة، وقلة عدد أجهزة التلفاز والهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة كلها شكلت عوامل ضغط عليهم.

التعليم والصحة
وتابع “عندما يتحول التعليم إلى تعليم عبر الإنترنت، فإنها فترة صعبة للغاية خاصة للأطفال السوريين الذين ليسوا على دراية جيدة بالتركية ليس فقط بسبب نقص البنية التحتية التكنولوجية، ولكن أيضا بسبب اختفاء آليات لمساعدتهم على التعلم والفهم”.

كما أشار محمد صالح علي إلى أن 80 % من الأطفال السوريين ظلوا بعيدين عن التعليم خلال هذه الفترة، وقال “بعضهم ليس لديه إنترنت، والبعض الآخر ليس لديه هواتف محمولة أو أجهزة لوحية، البعض لا يستطيع أن يفهم اللغة، بالكاد يمكن أن يفهموا في التعليم وجها لوجه، فكيف في التعليم عن بعد”.

وحول الوضع الصحي للاجئين السوريين، قال البروفيسور “إنه على الرغم من عدم وجود بيانات رسمية واضحة، فإن معدل الإصابة بكورونا بين السوريين أقل بقليل من المتوسط في تركيا، ما زلنا لا نملك بيانات رسمية واضحة جداً حول هذه المسألة، لكن على حد علمي ومن خلال اجتماعاتي مع وزارة الصحة والمديرية العامة لإدارة الهجرة، لا يبدو أن السوريين يمثلون مشكلة خطيرة في هذا الصدد”.

وكيف أثر وباء كورونا على نظرة الأتراك للسوريين، قال أردوغان “أجرينا بحثنا الأخير في شهر كانون الأول 2020 وكانون الثاني 2021″، وجدنا تليناً طفيفاً تجاه السوريين في المجتمع التركي.

كما لفت إلى أن السوريين أصبحوا يسعون إلى الديمومة في حياتهم هنا بشكل واضح، وأرجع ذلك إلى جائحة كورونا والوضع السيئ في سوريا، “إذا كان هؤلاء الأشخاص في سوريا الآن، فما مقدار الاستفادة من مرافق الرعاية الصحية، ولما كانوا قادرين على الحصول عليها بأي شكل من الأشكال”.

خطاب الكراهية
ومع ذلك، يستمر خطاب الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين السوريين من قبل أحزاب المعارضة التركية في سياسة مستمرة منذ أشهر، وفي مطلع الأسبوع الحالي ادعى الصحفي التركي “مراد جيراهان أوشكان” في تغريدة له على”تويتر”، أنه حصل على معلومات من مصادر رسمية تؤكد حصول الأسر السورية على مبلغ 3455 ليرة تركية كمساعدات قبل إعلان الإغلاق الكامل”.

و ردّت المنظمة الدولية لحقوق اللاجئين في تركيا (UMHD) على مزاعم الصحفي، مشيرة إلى أنها ستقدّم شكوى جنائية بحقه، لتحريضه على الكراهية والعنف من خلال نشر أخبار كاذبة.

وتزامن إعلان الحظر الكلي في تركيا مع تسليم عشرات الشباب السوريين بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك”، عند البوابات الحدودية “باب الهوى” متجهين إلى سوريا بعد توقف أعمالهم.

وكانت الحكومة التركية قد أعلنت عن حظر كلي مع استثناءات بسيطة لبعض العاملين، لمدة 3 أسابيع، يبدأ من الخميس 29 من شهر نيسان الجاري وحتى 17 أيار المقبل في عموم البلاد، وذلك في إطار إجراءات مكافحة فيروس كورونا.

وفي الأسابيع الماضية، اجتاحت موجة جديدة من فيروس كورونا معظم دول العالم، ووصلت فيها معدلات الإصابات إلى أرقام عالية أجبرت الحكومات على دق ناقوس الخطر، واتخاذ إجراءات احترازية حازمة.