تقول هذه المقالة بان :
مستوى سيطرة إيران على الشيعة اللبنانيين، بيئةً ومناطقَ، غير مسبوقة في تاريخ هذا الجزء من المشرق العربي. كلمة “احتلال” التي يستسهل الكثيرون استخدامها في الحديث عن الامتداد الإيراني في لبنان، لا تفي بالغرض لا في تجسيدها الشيعي ولا في ديناميتها اللبنانية. في الحقيقة نحن أمام نوع مركّب من السيطرة الخارجية، الخارج فيه لم يعد خارجاً بوجود الأداة النابعة من البيئة المحلية التي يدير عبرها هذا “الخارجُ” التوظيفَ السياسي للطائفة ومن ثم للبلد. نقترب وربما اقتربنا، في حالة الشيعة اللبنانيين، من وأمام نموذج البروتستانت في إيرلندا الشمالية من وجوه عديدة. الوطنية الإيرلندية يمثّلها الكاثوليك، وهي على جهتي إيرلندا الشمالية وبقية الجزيرة أخذت تاريخيا المسافة الاستقلالية عن بريطانيا وهي مسافة تحققت عبر جمهورية إيرلندا في الجنوب وتحولت في إيرلندا الشمالية إلى نوع من حكم ذاتي بضغط كاثوليكي وقبول بروتستانتي و دور بريطاني لا يزال يواجه بين الحين والآخر عثرات صعبة كما يحصل حاليا في شوارع بلفاست