رغم الإشارات الإيرانية….لا تقارب بين القاهرة وطهران!

مرة أخرى، وتحديداً بُعَيد الاتفاق الذي أُبرِم قبل نحو الشهرين بين كلٍ من الرياض وطهران، بوساطة بيجين، عادت إيران لتوجيه إشارات سعياً لـ«تعزيز العلاقات» مع مصر.


ولم تصدر مصر رداً رسمياً على هذه التصريحات، فيمَ أفاد مصدر مصري مطلع أن «القاهرة تتعامل مع هذه القضية في ضوء محدداتها السياسية»، مشيراً إلى أن «هذا ليس العرض الأول من جانب طهران، بل سبقته محاولات أخرى للتقارب».


وحول تكرار التصريحات الإيرانية في الشأن المذكور، فقد وصفها المراقبون بأنها «محاولة لكسر الإجماع العربي على كيفية إدارة العلاقات مع طهران». لاسيما وأن الأخيرة تسعى لخلخلة الموقف العربي الموحد، بتصريحات عن تحسن في العلاقات مع دولة ما، دون تغيير في جوهر سياساتهما تجاه المنطقة.


ليس جديداً… عروض إيرانية، يقابلها صمت مصري
جدير بالإشارة أنه في أواخر العام الفائت 2022، كان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قد أبدى ترحيبا بالغا بمقترح من محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، يهدف إلى «إطلاق حوار بين القاهرة وطهران»، ووقتذاك أيضا، واصلت القاهرة «صمتها» إزاء العروض الإيرانية المتكررة للتقارب.


وقال وزير الخارجية الإيراني، في ذلك الحين، وفي تصريحات نقلتها عنه وكالة «ميزان» الإيرانية، إن «رئيس الوزراء العراقي أبدى خلال لقائهما معاً، في الأردن، على هامش الدورة الثانية لـ(مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة)، الرغبة في بدء مباحثات إيرانية – مصرية على المستويين الأمني والسياسي، ما يؤدي إلى تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة»، معرباً عن “ترحيبه بالفكرة”.


ملفات خلافية عصية على التسوية
وفيمَ يسعى الطرف الإيراني بدأب إلى التقارب مع مصر متذرعاً باتفاقه مع السعودية، تتعدد نقاط الخلاف المصري الإيراني، ويأتي موقف طهران الداعم لحركتي حماس والجهاد في فلسطين في مقدمة هذه النقاط التي لا تزال قائمة، بالإضافة إلى، دعم إيران لعناصر متهمة بالإرهاب من الجانب المصري، فضلاً عن الأطماع الإيرانية في قيادة المنطقة.


ومع ذلك، ورغم أن الملفات الخلافية قائمة بالفعل، مازال الصمت والتحفظ المصري يقابلهما تفاؤل من جانب إيران التي عاودت الغزل الدبلوماسي هذه المرة على لسان وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان الذي أعرب عن أمله في أن تشهد العلاقات تطورا وانفتاحا جديّا ومتبادلا.


وتطرق عبد اللهيان في مقابلة مع وكالة “إرنا” الإيرانية للأنباء، إلى “ارتقاء في مستوى العلاقات بين إيران ومصر”، وأوضح أن مكتب رعاية مصالح البلدين ينشط في طهران والقاهرة، معتبرا أن ذلك يمثل قناة مهمة للاتصال المباشر بين البلدين.


وكشف الوزير الإيراني عن وجود دول لم يسمها تبذل جهودا وتشجع البلدين حاليا على رفع مستوى العلاقات بينهما، مؤكدا عقد لقاءات بين رؤساء مكتب رعاية المصالح للبلدين في طهران والقاهرة، قائلا “العلاقات مع مصر تأتي ضمن أولوية سياسة إيران الخارجية”.
إلا أنه برُغمِ بادرات تغير السلوك السياسي لإيران شرق أوسطياً، لازال الطريق غير مُعَبدٍ، لتغير السلوك المصري، كون المعادلة الجيوسياسية بين الطرفين، لم تتغير.


وبعبارة أكثر وضوحاً، فإن الإدارة المصرية تضع في اعتبارها خصوصية علاقاتها بدول الخليج، مما يعني أنها لن تتخذ أي خطوات، من دون مراعاة هذا البعد، لا سيما أنها تعتبر أمن الخليج جزءاً من أمنها القومي.


المصدر: وكالات