يبدو أن رئيس حزب الإصلاح والتنمية المصري، محمد أنور السادات، لا يمل جذب الأضواء إليه، ويدلل على ذلك، ما أصدره خلال الفترة الأخيرة من تصريحات وبيانات،-مغلوطة وغير موثوقة وملأى بالإدعاءات-.
بيان السادات هذه المرة جاء حول “مترشح رئاسي” “غامض الهوية”، قيل أنه من ذوي الخلفية العسكرية، اتفق عليه، أعضاء الحركة المدنية الديمقراطية.
ورغم ما يحمله هذا من تناقض مخل، فقد تمادى السادات في طرحه إذ أفاد في تصريح له: “أقدر حالة الشغف لدى الكثيرين والتطلع لمعرفة من هو المترشح الرئاسى المقصود بذلك، لكن أدعو إلى التمهل قليلا حتى يعلن عن نفسه فور حسم موقفه النهائي، إذ إن المشاورات مازالت جارية معه فى هذا الشأن”.
وما جاء مفاجئاً جداً له هو أن الحركة المدنية الديمقراطية، -والتي نسب إليها السادات قبل أيام ما أسماه ضوابط العملية الانتخابية في رئاسيات 2024، بالبلاد-، نفت على لسان الناطق باسمها، ما قاله الرجل جملةً وتفصيلاً، في ما بدا تفاديا منها لحرج شديد مع السلطات المصرية.
وقد ألقى “بيان النفي” من الحركة المدنية الضوء على مؤشرين كبيرين يحيطان بالمعارضة المصرية، أما الأول فهو، الانشقاقات الكبيرة بصفوفها بين عدة تيارات وشخصيات داخل الحركة أبرزها التيار الإشتراكي، ونظيره الليبرالي، وتيار المعارضين المخضرمين، ومَن يطلق عليهم شباب يناير، ناهيك عن وجود شخصيات منبوذة السلوك إن جاز التعبير داخل الأوساط، منها محمد أنور السادات، وهو ما يقودنا إلى المؤشر الثاني ويتعلق بعدم ثقة الحركة في شخص السادات وتحيطه أسباب وجيهة منها ربما سوابقه في الاستقواء بالخارج، ودعوة أطلقها من الولايات المتحدة، لعمل حوار وطني في مصر، قبل سنوات، فضلا عن علاقته المشبوهة بالهارب إخواني التوجه أيمن نور، والمسؤولة عن إفراز أطروحاته الحالية بحسب ما أفادت مصادر مطلعة.
وبتتبع البيانات الأخيرة سنجدها تتسم باتساق شديد مع تصريحات أيمن نور الذي أرسل طروحاته بشأن الاستحقاق الرئاسي القادم إلى ابرز الساسة المصريين، -بحسب ما ذكرته الحركة عن بيان السادات-.
وفي السياق عينه، نشر نور تغريدة اليوم شجع عبرها الخطوات التي يتخذها السادات في انشاء “تيار جديد” يضم كلا من السادات وأكمل قرطام، وصف خلالها رئيس حزب المحافظين بالاب الروحي للحركة، مما يثير التساؤل حول مصير عضوية محمد أنور السادات في الحركة المدنية، ومآلات علاقته بها، وأيضا، تلك الواجهة التي سيقوده إليها …طموحه السياسي.