تلقى القطاع المصرفي في أوروبا ضربة قوية، في ظل تكثيف المساعي لإنقاذ بنك كريدي سويس، مع تزايد المخاوف من تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي.
وتوسط المسؤولون السويسريون في استحواذ طارئ في اللحظة الأخيرة على بنك Credit Suisse المتعثر من قبل UBS العملاق المصرفي.
تراجعت قيمة سهم مصرف يو بي إس العملاق السويسري بنسبة 8.77% إلى 15.61 فرنك سويسري، عند بدء التداولات الإثنين، بعد استحواذه على منافسه كريدي سويس تحت ضغط السلطات السويسرية لتفادي غرقه.
في المقابل انهار سهم كريدي سويس بنسبة 63.70% عن سعر بيعه، مسجلا 0,6752 فرنك سويسري بعدما وافقت يو بي إس الأحد على شراء المصرف مقابل 3 مليارات فرنك سويسر، أي بسعر 0.76 فرنك للسهم، وفقا لـ”فرانس برس”.
في مؤتمر صحفي، أمس الأحد، قال الرئيس السويسري آلان بيرسيه إن الاضطرابات الأخيرة في الصناعة المصرفية زعزعت استقرار بنك كريدي سويس، وإن هذه الصفقة ضرورية لتحقيق الاستقرار في البنك والقطاع المصرفي العالمي.
وبموجب الصفقة، ستشتري UBS Group بنك كريدي سويس بأكثر من 3 مليارات دولار، في صفقة الأسهم بالكامل.
سيحصل بنك UBS أيضا على 100 مليار دولار إضافية من البنك المركزي السويسري كجزء من الصفقة.
تمثل الصفقة بين UBS ومنافسه المتعثر Credit Suisse أحدث الأزمات المصرفية المستمرة الناجمة عن انهيار بنك سيليكون فالي.
قام المستثمرون المذعورون والمودعون المتوترون بسحب المليارات من بنك كريدي سويس المضطرب منذ فترة طويلة، مما أدى إلى مخاوف من أن يصبح البنك متعثرا إذا لم يتم اتخاذ تدابير طارئة، أنفق البنك المركزي السويسري 54 مليار دولار على Credit Suisse، لكن هذا لم يكن كافياً لتحقيق الاستقرار في المؤسسة.
تتمثل أهمية الحدث، وفقا لـ”NPR”، كون كريدي سويس “بنكا عالميا مهما للنظام”، وهذا يعني بشكل أساسي أنه إذا فشل بنك كريدي سويس فقد يكون له آثار مضاعفة في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي.
تفاقمت أزمة بنك كريدي سويس الأسبوع الماضي، عندما أعلن البنك عن “نقاط ضعف جوهرية” في تقاريره المالية.
لكن مشاكل البنك بدأت قبل ذلك بوقت طويل، بسلسلة من الفضائح المالية والسياسية التي أضرت بسمعة البنك وخطته النهائية، في العامين الماضيين فقط انخفض سهم البنك بأكثر من 80%.
تم إنشاء Credit Suisse قبل 166 عاما للمساعدة في تمويل شبكة السكك الحديدية في سويسرا، وأصبح اسما دوليا في القطاع المصرفي وأحد أهم البنوك في العالم، لكن سمعة البنك تلقت العديد من الضربات الضخمة في السنوات الأخيرة.
المصدر: وكالات