رفض إيلون ماسك، مالك تويتر، الأرقام التي أعلنت حول عدد العاملين في منصة التغريدات الشهيرة، منذ استحواذه عليها.
وقال أغنى رجل في العالم، في تغريدة اليوم السبت، إن شركة تويتر لديها نحو 2300 موظف عامل، نافيا ما ذكرته قناة “سي إن بي سي”، أمس الجمعة، بأن عدد العاملين بنظام الدوام الكامل في تويتر انخفض بنسبة 80% إلى نحو 1300 موظف عامل، بينهم ما يقترب من 550 يحملون المسمى الوظيفي مهندس.
ونقلت القناة عن سجلات داخلية أن هناك نحو 75 من موظفي الشركة هؤلاء في إجازة، بينهم نحو 40 مهندسا.
وكتب الملياردير ماسك في تغريدته، ردا على تغريدة تقتبس من تقرير سي.إن.بي.سي: “المعلومة غير صحيحة. هناك نحو 2300 موظف عامل حالي في تويتر”.
وأضاف ماسك: “هناك مئات آخرون من الموظفين يعملون في قسم الثقة والأمان، إلى جانب عدة آلاف من المتعاقدين”.
واستحوذ ماسك على تويتر في أكتوبر/تشرين الأول، وسرعان ما مضى في إجراء عدد من التغييرات في الخدمات والتنظيم. وأطلقت الشركة علامة التوثيق الزرقاء كخدمة مدفوعة، كما سرحت نحو 50% من الموظفين.
وفي السياق نفسه، خفّضت صناديق “Fidelity” قيمة حصتها في Twitter بنسبة 56% خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وفقًا لإفصاح شهري صادر عن شركة الاستثمار.
ويخوض عملاق وسائل التواصل الاجتماعي فترة اضطراب بعد شراء إيلون ماسك لتطبيق العصفور الأزرق مقابل 44 مليار دولار.
وبلغت قيمة حصة صناديق “Fidelity Blue Chip Growth Fund” في منصة تويتر الشهيرة نحو 8.63 مليون دولار بدءا من 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مقارنة بـ19.66 مليون دولار في نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
وفاجأت إدارة تويتر موظفيها بموجة تسريحات جديدة في إطار خفض التكاليف، لكن الإقالات هذه المرة تركزت في قسم السياسة العامة.
وقال مصدران مطلعان لوكالة رويترز إن رئيسة السياسة العامة في شركة تويتر غادرت الشركة يوم الخميس مع موظفين آخرين في هذا القسم.
وعود إيلون ماسك
تعهّد إيلون ماسك في عرض قدمه في وقت سابق للمستثمرين في أثناء جولته لجمع تمويلات صفقة تويتر، بأنه سيساهم في زيادة الإيرادات السنوية لشركة تويتر إلى 26.4 مليار دولار بحلول عام 2028، مقابل 5 مليارات دولار في 2021، بنسبة نمو تبلغ نحو 1712%.
وقال إن شركة تويتر كانت في طريقها إلى تسجيل عجز بقيمة ثلاثة مليارات دولار قبل تدخله لكبح الخسائر عبر شطب نصف الوظائف بالشركة.
وقال مصدر مطلع وفق وكالة الأنباء الألمانية، إن الإيرادات اليومية لشركة منصة التواصل الاجتماعي تويتر تراجعت حاليا بنسبة 40% عن مستواها منذ عام، مع تراجع عائدات الإعلانات للشركة.
ونقل موقع ذا إنفورميشن عن المصدر القول إن أكثر من 500 من كبار المعلنين على منصة تويتر أوقفوا إعلاناتهم منذ استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على المنصة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأضاف المصدر أن صفة “معلن كبير” تطلق عادة على عميل إعلاني يحقق أغلب دخل تويتر.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن ماسك يسعى إلى تنويع مصادر دخل الشركة بعيدا عن إيرادات الإعلانات، مشيرا إلى رغبته في تحقيق إيرادات من خلال تحويل الحسابات الموثقة “تويتر بلو” إلى حسابات باشتراك شهري. وشعر المعلنون بالقلق من احتمال تقليص المحتوى على المنصة، رغم أن الشركة قالت لهم إن ماسك لا يريد أن تصبح المنصة “مجانية للجميع”.
وألغت منصة تويتر مؤخرا الحظر الذي استمر ثلاث سنوات على الإعلانات السياسية في إطار التحول المستمر في سياسات الشركة في ظل قيادة ماسك. وتكافح الشركة للحد من الخسائر مع انسحاب إعلانات العلامات التجارية الشهيرة، في ظل المخاوف من سياسات المحتوى الجديدة. وفي بداية العام الحالي سرحت منصة تويتر حوالي 40 خبيرا ومهندسا في مجال الإعلانات الرقمية.
أوضح متحدث باسم وزارة الشؤون الرقمية والنقل أن الوزير فولكر فيسينج، الذي زار كاليفورنيا في بداية عام 2023، أبلغ ماسك بأن ألمانيا تتوقع التزام عملاق التواصل الاجتماعي طواعية بمكافحة المعلومات المضللة.
كما أخبر الوزير الألماني ماسك بأنه يتوقع أن تلتزم تويتر في المستقبل بقانون الخدمات الرقمية الذي أقره الاتحاد الأوروبي ويطالب المنصات الإلكترونية ببذل المزيد من الجهد لمراقبة المحتوى غير القانوني عبر الإنترنت.
وقال المتحدث في بيان “لقد دار حديث صريح ومطول للغاية”، مضيفا أن ماسك قدم تطمينات لفيسينج.
وأضاف المتحدث، الذي لم يذكر شيئا مما قاله ماسك، أن الحكومة الألمانية ستواصل مراقبة موقف تويتر بشكل حثيث.
اختراق تويتر
وقال باحث في أمن الإنترنت إن متسللين سرقوا عناوين البريد الإلكتروني لأكثر من 200 مليون مستخدم على تويتر ونشروها على منتدى للقرصنة عبر الإنترنت.
وكتب ألون جال الشريك المؤسس لشركة مراقبة الأمن الإلكتروني الإسرائيلية هدسون روك على موقع لينكد الأربعاء إن الاختراق “سيؤدي للأسف إلى الكثير من عمليات القرصنة والتصيد المستهدفة وسرقة معلومات حساسة”. ووصفها بأنها “واحدة من أكبر حالات التسريب التي رأيتها”.
ولم يعلق تويتر على التقرير، الذي نشره جال لأول مرة على وسائل التواصل الاجتماعي في 24 ديسمبر كانون الأول، ولم يرد على الاستفسارات عن الخرق منذ ذلك التاريخ. ولم يتضح الإجراء الذي اتخذه تويتر للتحقيق في المشكلة أو معالجتها إن كان قد فعل ذلك من الأساس.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة البيانات الواردة في المنتدى.
ولا توجد أدلة على هوية أو موقع المتسلل أو المتسللين وراء الاختراق. وربما حدث ذلك في وقت مبكر من عام 2021، أي قبل أن يتولى إيلون ماسك ملكية الشركة العام الماضي.
المصدر: وكالات