طلبت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، الثلاثاء، من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الالتزام بتعهداته بالحفاظ على الوضع القائم للمواقع المقدسة في القدس.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن واشنطن تؤيد بقوة الحفاظ على الوضع القائم مع احترام المواقع المقدسة في القدس.
وأضاف: “أي تحرك أحادي يقوّض الوضع القائم للمواقع المقدسة في القدس غير مقبول”.
ومن جانبها أعربت القنصلية البريطانية في القدس عن قلقها إزاء زيارة الوزير بن غفير للحرم الشريف جبل الهيكل صباح الثلاثاء.
وقالت في بيان: “تبقى المملكة المتحدة ملتزمة بالوضع الراهن، ومن المهم على الجميع تجنب كافة الأنشطة التي تؤجج التوترات وتقوض فرص السلام”.
وأثار اقتحام وزير الأمن القومي اليميني الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، اليوم الثلاثاء، موجة إدانات عربية رفضا لهذه الخطوة.
وتحت حراسة أمنية مشددة، اقتحم الوزير اليميني بن غفير، مجمع المسجد الأقصى، في زيارة وصفت بـ”القصيرة”، لكنها قوبلت برفض فلسطيني وعربي.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية زيارة الوزير الإسرائيلي بن غفير لـ”الأقصى”، واصفة الخطوة بأنها “استفزاز غير مسبوق”.
كما أدانت دولة الإمارات بشدة اقتحام الوزير الإسرائيلي باحة المسجد الأقصى المبارك بحماية من القوات الإسرائيلية.
وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان لها، موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه.
وشددت على أهمية احترام دور المملكة الأردنية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
ودعت الوزارة السلطات الإسرائيلية إلى خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
في حين، أدانت الخارجية السعودية، الممارسات الاستفزازية باقتحام مسؤول إسرائيلي باحات المسجد الأقصى.
وعبرت الوزارة عن أسف المملكة لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية من ممارسات تقوض جهود السلام الدولية وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية.
وجددت وزارة الخارجية التأكيد على موقف المملكة الراسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وسارع الأردن إلى الإدانة بأشد العبارات زيارة وزير الأمن القومي اليميني إلى المجمع في القدس، حيث قالت وزارة الخارجية، في بيان، إنها تدين “بأشد العبارات.. اقتحام المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف”.
كما أعربت الخارجية المصرية عن أسفها لاقتحام المسؤول الإسرائيلي المسجد الأقصى، مؤكدة رفضها لأي إجراءات أحادية مخالفة للقانون الدولي.
وحذرت القاهرة، في بيان لوزارة الخارجية، من التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي الفلسطينية والمنطقة، وعلى مستقبل عملية السلام.
ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية والامتناع عن أية إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع.
بدورها، أكدت الكويت إدانتها واستنكارها اقتحام “بن غفير” لباحات المسجد الأقصى، لافتة إلى أنه يعد استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا للقانون الدولي.
ودعت الخارجية الكويتية المجتمع الدولي إلى التحرك السريع والفاعل لوقف هذه “الانتهاكات” الإسرائيلية.
من جانبه، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، بأشد العبارات اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى، معتبرا أن ذلك يعد استباحةً للحرم القدسي وعدواناً على القبلة الأولى للمسلمين.
وأضاف: “يمثل اقتحام الأقصى استفزازاً واستهتاراً بمشاعر المسلمين الروحية بقرار من الحكومة الإسرائيلية وحماية من أجهزتها الأمنية”.
ولطالما اشتكى إيتمار بن غفير، رئيس حزب “القوة اليهودية” اليميني المتشدد، تعامل الشرطة الإسرائيلية مع المتشددين المقتحمين للمسجد الأقصى.
ويمثل المسجد الأقصى أحد أبرز الأماكن الأكثر حساسية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
فمن “الأقصى” انطلقت شرارة الانتفاضة الأولى بعد اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون للمسجد عام 2000، كما تسببت الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد في هبات فلسطينية عديدة.
ومنذ العام 2003، تسمح إسرائيل بصورة أحادية لمتشددين إسرائيليين باقتحام المسجد في خطوة أدانتها مرارا وتكرارا دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
لكن الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى تسببت في أزمات شديدة بين إسرائيل والأردن وبين إسرائيل والسلطة الفلسطينية فضلا عن الإدانات العربية والإسلامية الواسعة.
المصدر: وكالات